أنزلتْ أبياتُ!!
قراءة في بيتين للشاعرة د. يسرى البيطار
لواعجُ والقلبُ المكابدُ نازفُ
سرابٌ على لا شيء في الليلِ عازفُ
فما أعظمَ الآيات في العشق أُنزِلَتْ
وما أعظمَ الأرواح حين تؤالفُ …
د. يسرى البيطار
أنتَ في سياقِ حبٍّ مع يسرى البيطار، ممزوجٍ بلواعجَ، على معاناة القلب المكابدِ نزفَ حبيبٍ من فئةِ “باعدٍ”. راحت الشاعرة تبثّ الليلَ لواعجَها، حيثُ يحضرُ الحبيب، ويجملُ العشقُ بلا حدود. حيثُ العاشقُ طائعٌ عشيقَه بلا شروط. آه، أين أنتَ يا حبيبُ لا تلاقيني في منازل العشقِ؟ ما لكَ عازفٌ عن مبادلتي سرابَ حضور؟
وترى الشاعرة المسكينةَ تُنشدُ آيةَ نزفها قلبًا يكابدُ، تتلوها صلاةً، فعلَ عبادةٍ في مسجد عشقها: “فما أعظمَ الآياتِ في العشقِ أنزلت”، لكأنّها في محرابِ حبٍّ ملهَمٍ يُنزَلُ آياتٍ على نبيّةٍ تلهف اقتبالَه إسراءً… يا حبُّ “وما أعظمَ الأرواحَ حين…” تتلقّى، تتلقّف، تلتقي، “حين تؤالفُ”.
من قلبِ محروقٍ يعاني، من طرفٍ واحدٍ حبًّا، هيهاتِ، يشعرُ، يسمع نبضًا يؤلمُ، هذا البعيدُ حبّذا تدركَ آهاتي تلهف إليكَ، فتسجدُ في جانبي، على أريكةِ تعبّدي لكَ، نتآلفُ…
يسرى البيطار، في بضع بيتين، سورةٌ في كتاب إبداعكِ، طقوسيّةٌ لمداركِ العاشقين دوّنتِها من فيضِ علُ…!!!
** ( عماد يونس فغالي )