تحية وفاء للأديب الراحل فقيد الساحة الثقافية التونسية والعربية
الأستاذ عبد المجيد يوسف
السبت 02 سبتمبر 2023 بمقر جمعية ابن عرفة دار الثقافة السليمانية.
تقرير بقلم الشاعرة والكاتبة سليمى السرايري
ا………………………ِِِِِِِِِِِِِِ…….اِ
الأديب الراحل عبد المجيد يوسف
كتبت الشاعرة والكاتبة سليمى السرايري :
صباحية وفاء وتحية لروح الأديب عبد المجيد يوسف اعتزازا وفخرا بمسيرته الثرية في عالم الأدب وذلك يوم السبت 02 سبتمبر 2023 بمقر جمعية ابن عرفة
تقديم صديقه، الأديب الكبير الأستاذ سوف عبيد الذي افتتح الميعاد بدقيقة صمت على روح الفقيد ثم التعريف بالأديب عبد المجيد يوسف الذي وفاه الأجل يوم الأحد 27 أوت 2023 بمقر سكناه بهرقلة.
قال الأستاذ “سوف عبيد” معرّفا بالأديب عبد المجيد يوسف:
انه من مواليد 24 جويلية 1954 بمدينة طبربة ولاية منوبة، حفظ نصيبا وافرا من القرآنَ وهو في الثّامنة نشط في الحياة الثّقافيّة التّونسيّة منذ أن كان تلميذا وشارك في العديد من الأندية الأدبية والتّظاهرات الثّقافيّة.
متخرّج من كلية الآداب بتونس بالأستاذيّة في الآداب العربيّة وتحصّل على الدّبلوم العالي للّغة والدّراسات الإيطاليّة ثمّ على دبلوم الدّراسات المعمّقة من كلية الآداب بسوسة.
يكتب الشّعر والقصّة والرّواية ويهتمّ بنقد السّرد. ونشر عدّة قصص وقصائد ودراسات مترجمة من وإلى اللّغات العربية والفرنسية والإيطالية وأصدر أكثر من ثلاثين كتابا.
الشاعر سوف عبيد مع الأديب عبد المجيد يوسف
وذكر بعض عناوين إصداراته:
“مقاربات نقديّة” 1994.
“أهداب النّخل” (دراسات عن القاص التونسي بشير خريف) 2008.
“زوايا معتمة” 2008.
“سحب آسنة” (مجموعة شعرية 2010
“وبعد”. مجموعة شعرية للشاعر الإيطالي جوزبي نابوليتانو. ترجمها عن الإيطالية 2010.
“تراتيل الترحال” مجموعة شعرية للشاعرة راضية الشهايبي نقلها إلى الفرنسية وترجمت للإيطالية وصدرت بنابولي 2010
ترجمة من العربيّة إلى الفرنسيّة لديوان للشاعر السعودي رائد أنيس الجشي 2014.
كتاب المواجيز ـ شعر
رواية اللواجست ـ رواية المعصرة
كما أن الأديب الراحل شارك في كتاب جماعي بعنوان “المسعدي مبدعا ومفكرا” الصادر عن بيت الحكمة بتونس بمقالة ـ من التخوم إلى الأعماق ـ حدث أبو هريرة ـ المسافر.
هكذا بدأ هذا الوفاء الكبير لروح فقيدنا عبد المجيد يوسف لاسيما أن الشاعر سوف عبيد تربطه صداقة حميمة جدا مع الفقيد وقد ظهر الحزن جليّا على وجهه.
ثم مرّر قصيدة مصوّرة للراحل عبد المجيد يوسف “المقهى الأزرق” بصوت الشاعرة سليمى السرايري.
أُحيلت بعد ذلك الكلمة للأديبة القاصة والشاعرة والناقدة الأستاذة “جميلة بلطي عطوي”، وكانت مداخلتها رشيقة عميقة بدأت بالترحم على روحه واعتبرت موته خسارة وصدمة كبيرة لكل محبيه وأصدقائه ومتابعيه.
ثم بيّنتْ فيها خصال الفقيد من الناحية الإنسانية فهو انسان هادي جدا يعلنُ مواقفه وآراءه دون ضجيج، ثقافته واسع وقدراته من الناحية الأدبية كبيرة
وما يشدُّ الناس، هو انه يمتلكُ زادا معرفيا وثقافيا يأهّله أن يكون له وزنه في التجمّعات الثقافية كما أشارت الأستاذة بلطي.
وأردفتْ، إن عبد المجيد يوسف ليس متهالكا على الظهور بل كان حضوره هادئا صامتا يصغي بانتباه شديد ويشجّع ويساند ويدعم بالكلمة الطيّبة كل كاتبٍ يصدر له كتابا.
إنّ لهذه الشخصيّة وزنها كما قالت جميلة البلطي وخسارة كبيرة للساحة الثقافية ولكن لا اعتراض على أجل الله سبحانه وتعالى.
وهذا جزء من القصيدة التي اختارتها الاستاذة جميلة من نصوص الأديب عبد المجيد يوسف بعنوان:
صمت الحساسين
ا…….ا
ضجّت العصافير في الخارج
في اللحظة التي طـُرق فيها الباب
لم تكن الحساسين تحْدِث مثل هذه الصّخب
حتى عندما تأتي خِماصًا
فأنثرُ لها على العتبة حبّاتِ الأرز المسلوق
ولا تشدو بهذا الحماس بعد إذ تروح بـِطاناً
فحدستُ للتو أنكِ الطّارق
وأنكِ عمّا قليل
تصعدين السّلم الصّغير الملتوي
حيث تعوّدنا أن نطيل العناق.
~~~
الشاعرة سليمى السرايري
كلمة الشاعرة سليمى السرايري :
وأحيلتْ الكلمة للشاعرة الكاتبة والفنانة التشكيلية “سليمى السرايري” التي تربطها صداقة متينة امتدت سنوات منذ سنة 2007، تحدثتْ فيها عن علاقتها الإنسانية بعبد المجيد يوسف الذي غمرها بلطفه وحنانه ومحبّته الصادقة وذكرت مواقف كثيرة جدا وتفاصيل دقيقة يسودها الانسجام الروحي والإنساني كان فيها خير الصديق الإنسان.
قالت سليمى أنها لم تصادق في هذه الساحة من هو أكثر نبلا وإنسانية من الاديب عبد المجيد يوسف وإنّها لخسارة كبرى لها إذ فقدت صديقا لا يعوّض.
كما تحدّثتْ السرايري عن علاقتها به كأديب إذ ترجم لها ملحمتها “قد تجيء مريم” وعديد الومضات الى الفرنسية وقصائد قصيرة.
وختمت الشاعرة شهادتها بقراءة قصيدة لروح صديقها الراحل عبد المجيد يوسف منها هذا المقتطف:
وداعا يا مجيد
وداعا أيّها الطائر
نم الآن يا صديقي
يا رفيق الحرف والحزن والأفراح
اترك ابتسامتك تداعب ستائر الأمكنة والأروقة
وكلّ الفضاءات الثقافية
سنستعير السّحب كي تمطر على جفاف حزننا
لعلّنا نكبر في الشجنِ،
حين يبكي عليكَ نخيلُ البلد.
(…. .)
تحيات التقدير للأديب ااراحل :
الأستاذ الكاتب والناقد لطفي بوخريص، لم تكن له معرفة طويلة بالأديب عبد المجيد يوسف ولكنه تعرف عليه في لقاءات جمعية ابن عرفة أو في نادي الأدب الذي تديره الشاعرة سونيا عبد اللطيف ووصف الراحل بأنّه من مشجعي المبتدئين إذ ينفض عنهم الغبار كما ينفضه أيضا عن بعض الأدباء الكبار البعيدون عن الأضواء والأسباب كثيرة.
فعلا هناك شخصيات مرموقة لها ابداعات متنوّعة كما يقول الأستاذ بوخريص، لكنها تظل مغمورة خاصة في تونس.
يقول الشاعر المحامي صفوان بن مراد، أن عبد المجيد يوسف قامة سامقة كما وصفه أنه ذو زاد معرفي غزير بما يجعله موسوعيا كما أن انتاجه أيضا غزير في شتى أنواع الأدب رواية وشعرا وترجمة ونقدا
أمّا القصيد الذي أهداهُ لروحه فقد أختزل أعمق الكلمات:
أيها الموت لِترحلْ،
أيها الغادر فلْتحملْ،
خطاياك معك
أترى خوفَك من خُلْدٍ،
تحداك…فيا ما أجبنك
لن يموت الحرف،
قد أسمع دنيانا…ألّا هل أسمعك
ما قتلت المجد،
بل هوَّ الذي قد قتلك
يوسفيٌّ أودع التاريخَ إرثا،
فلنا ما استودعك.
——-&———
الكاتبة الناقدة فائزة بن مسعود، أثنت طويلا على خصال وأخلاق الراحل العزيز عبد المجيد يوسف وقالتْ أنّ الشعراء لا يموتون فالحرف يُحيي ويبعث. ثمّ قرأت لروحه قصيدة رثاء.
أما الشاعرة رئيسة نادي الأدب ورئيسة مجالس همس الموج سونيا عبد اللطيف فقد تكبّدت مشقة السفر من بيتها بمدينة قليبية إلى تونس العاصمة لحضور هذه الجلسة الاستثنائية المخصصة لروح الأديب الراحل عبد المجيد يوسف كما قالت، فهو الذي جمعنا اليوم، هو الذي زرع في كل مكان يذهب إليه دالية، هو المثقف الخلوق والذي عرفته تقريبا في سنة 2015 بالمغرب الشقيق…
ومن هنا انطلقت صداقة كبيرة فيها الكثير من التعاون الأدبي الثقافي كما كان ضيفا على نادي الأدب الذي تديره الشاعرة سونيا عبد اللطيف في عدة مناسبات سوى كان الضيف الرئيسي المحتفى به أو الناقد المشرف على تقديم ضيفا آخر من ضيوف النادي، كما تحدّثت سونيا عن تشجيعه لها المتواصل وأثنت كثيرا على خصاله الحميدة التي لا ينكرها أحد. وختمت ببعض المقتطفات من كتابات الشاعر أو ترجماته.
الشاعرة والفنانة صاحبة الصوت الجميل والقوي منى بلحاج اليعقوبي، تأسّفت على رحيل الأديب عبد المجيد يوسف وذكرت تواصلها معه من حين لآخر كما أثنت على رفعة أخلاقه وحسن تعامله مع الآخر ثم غنّت لروحه أغنية السيدة فيروز “القدس” وقد تفاعل مع صوتها الرخيم جميع من حضرة الميعاد.
كما قرأت الفنانة منى في نهاية الجلسة قصيدة اهداء لروح الراحل بعنوان “إليك يا موت”
الشاعرة “لطيفة الشمّاخي ” أيضا تأسّفت كثيرا لرحيل عبد المجيد يوسف الذي لا تعرفه إلا قليلا لكنّها ذكرت أخلاقه العالية وقالت ان موته خسارة كبيرة للجميع، وأهدتْ لروحه قصيدة بعنوان الراحلون.
الأستاذ القاص “عمر السعيدي”، ليس له معرفة متينة بالأديب عبد المجيد يوسف لكن قرأ له الكثير وأثنى على انتاجه الأدبي سوى في السرد أو الشعر.
كما تحدّث الدكتور “رضا الماجري” عن علاقته الجميلة بالأستاذ عبد المجيد يوسف وأثنى على ترجماته الجيدة وأشار إلى نقطة مهمة وهي تعليم أبناءنا بقوله / انه يوجد كاتب اسمه “عبد المجيد يوسف” واقترح لو وزارة التعليم تتدخل في برمجة نصوص للكاتب عبد المجيد.
الأديب “الهادي الخضراوي”،
قال بأنَّ الأديب عبد المجيد يوسف، لا يمشي في الصفوف المزدحمة إنما أراه يمشي على الرُبى ويُطلّ على الشرفات، لذلك يبرز ويتفوّق سوى تكلّم أو صمتَ.
وقال ان ما يميّز الأستاذ عبد المجيد يوسف هو ثقافته الواسعة إلى جانب انتاجه الأدبي الغزير.
أما صديق النادي كبيرنا الأستاذ أحمد جليد تحدث عن دماثة أخلاق عبد المجيد يوسف رحمه الله وانه انسان نبيل ومليء، حَسَن الكلام والمعشر والوجه وكما نقول سيماتهم على وجوههم.
الفنان التشكيلي الشاعر باللغة الفرنسية “محمد القماطي”، تحدّث عن خصال واخلاق فقيد الساحة الثقافية الأستاذ عبد المجيد يوسف وكان اللقاء بينهما من خلال جمعية ابن عرفة وقد صادف أن كُرِّمَا معا في عديد المناسبات.م
الفنان التشكيلي “سامي الساحلي”، قدّم كلمة شكر لنادي الميعاد لجمعية ابن عرفة والتي كانت سببا للتعرّف على الأديب عبد المجيد يوسف وأثنى عليه ككاتب وكإنسان وترحّم على روحه الطاهرة.
الفنانة التشكيلية الأستاذة “كريمة بن مسعود”، عبّرت عن مدى تأثّرها وحزنها لوفاة عبد المجيد يوسف كانسان وكمثقف واديب كبير خسارة للساحة الثقافية وقرات قصيدة اهداء لروحه.
الشاعر “عبد الرزاق بالوصيّف”، تحدّث عن عبد المجيد يوسف ككاتب وكإنسان ثم قرأ قصيدة اهداها خصيصا لروحه يقول فيها:
الشعراء دوما خالدون كطيور السماء.
من بين الحاضرين الأستاذة “يسرى بن مفتاح” من بيت الحكمة “إدارة التوزيع” التي تحدّث مطوّلا عن عبد المجيد يوسف بتفاصيل كثيرة ودقيقة ككاتب ومترجم وناقد وقالت إن الأقدار شاءت بأني لم أتعرف عن الأستاذ عبد المجيد يوسف عن قرب في العالم المادي. ولكني تعرفت عليه من خلال أعماله ومن خلال مشاركته في كتاب جماعي بعنوان “المسعدي مبدعا ومفكّراً” الصادر عن بيت الحكمة بتونس بمقالة “من التخوم إلى الأعماق” حدث ابو هريرة والمسافر لمحمود المسعدي نشر بيت الحكمة 2012
كما عبّرت الروائية “صباح بن حسونة” عن حزنها الكبير رغم معرفتها القصيرة بالراحل إذ التقت به مرّة أو مرّتين.
كلمة اختتام جلسة الميعاد عادت إلى الأديب “سوف عبيد” وقد أطلق عليها “اعراسُ الموت” وشكر جميع الحاضرين وترحّم على الصديق الراحل عبد المجيد يوسف وقرأ له قصيدته الرائعة “المقهى الازرق” ثم قصيدة كتبها خصيصا لروحه بصوت مؤثر وعين دامعة.
رحم الله فقيد الساحة الثقافية الأديب الكبير الأستاذ “عبد المجيد يوسف” رحمة واسعة وأسكنه فراديس الجنة وصبرا جميلا لأهله وعائلته وأصدقائه.
من احتفالية التحية للراحل الأديب عبد المجيد يوسف في مقر جمعية ابن عرفة .
رواية المعصرة واللواجيست في تركيبتها و سردها هي مشاريع لفيلم تونسي بحت لأنها جمعت بين احداث متسلسلة ومترابطة لقضايا انسانية بحتة
السيرة الذاتية النضالية لجيل اوخر الخمسينات
التنوع الثقافي التونسي الذي وان هناك اختلاف لكن هناك ثراء ( جيل التعاضد ، جيل اليسار ، جيل القومية العربية ، …جيل الرقمنة )
هذا فيما يخص رواية المعصرة
أما فيما يخص رواية اللواجيست …فإنها تعبر على أربعة أشخاص مختلفي الفكر و التوجه يلتقيان صدفة بمحطة اللواجات بتونس …لتبداء الرحلة مع تفاعل كل شخص مع الاحداث الذين عايشوها . كل حسب توجهه السياسي