مقطع من قصيدة الشاعر شوقي بزيع : ” ما قاله الرجل الذي لم يمت في الحرب الأخيرة “
-×-×-×-×-
للذين سيأتونَ
أُعلنُ عن رغبتي في الرحيلْ
ليس هذا الفراغُ المخيفُ بلادي
وهذا السريرُ الذي يصلُ الموجَ بالموجِ
ليس سريري
ولم يستطع أحدٌ أن يكلّم روحيَ
في المهد ,
لم يستطع أحدٌ أن يقول الذي أخبرتْني بهِ
النجمةُ الغاربه
حينما غرُبَتْ
ولكنهم أعلنوا حول جسمي حروباً
ولم يدخلوها ..
سأعدو الى أيّ ركنٍ من الأرض يشبهُ حزني
ولا وجْهةَ للريح في رئتيّ
عند آخر هذا الغبار أكون ابتعدتُ ,
تكون البدايةُ خطّ احتراقي على الأفْق ,
ها إنني أُشعل الآن قلبي
كغصنٍ مضيءٍ ,
وأصعد وحدي الى قمةٍ عاليه
ليبصرني وطني
وأرى سقف هذا الخراب ,
الغيومَ التي تتبدّد قبل الأوان ,
الرياحَ التي شاخ ملّاحها ,
وأرى الجبل المتصدّع من شدّة الخوفِ
والنجمة المعتمه
وأهبط ثانيةً
ثم أُشعلُ وقْع خطايَ على الرمل ,
أُشعلُ ناحية العين في الجمجمه
وأُبصرُ كيف تغورُ الينابيعُ ,
أُبصرُ شمساً محطّمةً ,
وقرىً تمّحي ,
وقلباً يرفرفُ كالراية المظلمه
وأرى الشيء يمشي الى عكْسهِ ,
الضدّ يمشي الى ضدّهِ ,
وأرى
كيف تكون الأكفُّ محاربةً
والأصابع مستسلمه . . .
( من قصيدة ” ما قاله الرجل الذي لم يمت في الحرب الأخيرة”- 1979)
الشاعر شوقي بزيع