بدايات ؟
… في البدء كان الجسد ،
وخفقةُ القلب تسري في الليل …
هي مراهِقَةٌ ، ترشفُ من رحيق الأنوثة تحولات الجسد …
تنحني على الشرفةِ ،
كي تسهرَ ما بين ظلّها وظلِّ شجرة الزيتون …
ما بين إستدارتين / طفلين
أضاءَهما القمر …
سهرانة ٌ ، تُمسكُ جمراتِ الجسد ..
ثلجَ البدايات الأُولى لِلَّهب …
ماعدتُ أراها ، ولا تراني،
نامتْ ما بين عيوني وعيون الليل…
أنا أُغطّي ، والليلُ يغطّي … وهي تنام ..
لا الليلُ غطّاها … ولا عيوني ..
هي تتهياُ كي تتندّى ، كعشبةٍ مع عاشقٍ
أرهَقَتْهُ العتمة ..
أرهَقَهُ الندى البارد ،
والنداءاتِ التي تصرخ في الجسد …
يا لذاك الليلُ المُراهقُ … الذي أتعبنا ؟
شجر الزيتون رشح زيتاً على العاشقين ..
على شرفات البيوت القديمة ..
على تنهدات الجسدين المُرهقَيْن ..
ولقد سرَتْ في تلك العتمةِ ما لم يكن بالحسبان :
خفقةُ قلبٍ
وجمرةُ أنوثةٍ
ولولاهما :
- الاُنوثةُ التي تحايلت على الليل ،
- والشرفةُ التي إنكفأت إلى داخل بيتها ،
لذابتْ على الشفاه الشقيّة حبّات الندى ..
واتصلَ الليلُ بالليلِ حتى آخر العمر … ؟
سمير الزين /
٣٠-٦-٢٠٢٣