أناي -الجزء الثّاني والعشرون-
إستِغاثة …
لا يُمكِنني إلا أن أُصغي إليها . إن ادّعَيتُ عدَمَ سماعها ، لن تدعَني وشأني . ستستمر بإزعاجي وتحريض كلّ حَواسي كي أستجيبَ لإصرارِها …
أنا أفكِّرُ فيها طَوال الوقت ، وحين لا أجدها ، أسألُ عنها زوايا البَيت . أبحثُ عنها في حَناياي ، لا أسمع لها صدىً …
أحياناً أُصابُ بالهلَع لأنّني لا أثِقُ بنظرتِها للأمور …
ثُمَّ ، وجدتُها …
واقِفة إلى جانِبِه تتحدّثُ دون انقِطاع . حاولتُ أن أستشعِر ما يجري و ما المَغزى من ما تفعلُه …
كانا في بَهوِ أحدِ المطاعِم في المدينة . حاولتُ لفتَ انتباهه . رُحتُ أُشيرُ إليه ، لكنّه لم ينتبِه لِوُجودي ، و كأنّني مخلوقٌ غَير مَرئيّ …
أومأتُ إليها ، أن : ” توقّفي ، أرجوكِ ! …
إلّا هُوَ !
خُذي ما تريدين . خُذيني .. خُذي كُلّي … خُذي كلّ ما لَدَي …
لكنّها ازدادَت إمعاناً في إثارةِ غضَبي ، غيرَ آبِهَةٍ بما قد أفعل . وكأنّها كانت واثِقة من أنّني غير قادِرَة على فِعلِ شَيء ….
إنتابَني شُعورٌ سَيّءٌ جداً ..
يا إلهي ! ما هذا العَجز الذي أشعُرُ به ؟ ماذا لو لم أتمكّن من استِعادةِ جسَدي ؟ كيفَ تمكّنَت مِنّي في الأصل ؟
لا أذكرُ أنّني حدّثتُها عنه !
يا الله !!!
كيف يمكن أن يحدُثَ هذا ؟
تشاجَرنا ، نعَم ، ثمَّ تصالحنا …
لم نترك الحرِّيّة لبعضِنا البعض ، نعم …
فتوقُّعاتِنا تختلف عن تلك التي ينتظرها الرِّجال …
هل تُراها تعمل على تَشويهِ صورَتي لديه ؟ هل سيأخذ تصرُّفاتِها على محمَلِ الجدّ ؟
مَشَيا بِجِوارِ بعضِهِما البَعض دون التِصاق ، دون أن يلمسَ أحدُهُما الآخر وكأنّهُ لم يكُن معها ، وكأنّهُ لا يعرفها …
كان يختلس النّظَر إليها باستِغراب ، لكنّهُ كان قريباً منها بِما يكفي كي لا يسمع ندائي واستِغاثَتي …
( جمانة السبلاني )
❤❤❤ولا اروع
ومرورك غاليتي رنا ناصر الدين ، ولا أروع …
من أعماق القلب ، ألف ألف شكراً ❤❤❤
ما اروعك
وردني هذا التحليل الرائع والعميق جداً من الصديق حامد الشماميس من سوريا …
لاتغفلي عنها ولا تتشاغلي عن مراقبتها فهي لن تتوقف عن (البحبشه) في الثنايا التي قد تبدو بأنها غدت محشورة في زوايا النسيان…
جسدها… جسدك… إنه معك… وتحت سيطرة الشطر الذي يخصك من توأم الروح المشطورة…
فهو مستعاد سلفا” لأنه لم ولن يتمرد ولن يرتحل معها الى ذلك البهو الذي تراءى لك… إنه تخيل جميل ومستفز لك… إنه ظلال جسد ليس إلا….
……
أخشى أن أكون قد تدخلت في صيرورة الأحداث التي أنت وحدك من تتحكمين بتوجيهها وفق ماتمليه مخططات عملك المشبع بإبداع احترافي تتقنينه بشكل لافت…
مايجب أن أكتبه حول عملك الأدبي الواعد هو النقد الأدبي المحض وفقط بيد أني أرى نفسي مأخوذا” في سير أحداث عملك الجميل دون أن أنتبه لذلك… لا أعلم لماذا…
ربما لإعجابي الكبير بهذا العمل النادر… فاعذري تطفلي سيدتي…
لك ألف تحية ومودة..
وهكذا جاء ردي للصديق الكريم الأستاذ حامد الشماميس …
حامد الشماميس
بل أعذر أبجديتي التي تاهت عن حروفها أمام حرفك المُهيب صديقي الكريم …
لقد وقعتُ في حيرةٍ كبيرة ، كيف تمكنَّت مني واستحوَذت على جسدي ؟
هل هذا فعلا كما تفضّلتَ أنت صديقي ؟ ظلال جسد ؟
هل تفعل يائي كل ما تفعلُه فقط كي تخرجَ مني ما لم آلفهُ في نفسي ؟
أنَّ لها هذه القدرة على التّفَلُّتِ وعدم الإنصياع لرغباتي ؟
يوماً بعد يوم أكتشف فيها خبايا وخفايا لا تعدّ ولا تُحصى …
والأيام القادمة ، لا بد لها من أن تكشف لي ولكم المزيد من مكنوناتها التي ظهرت وخرجت للضوء …
صديقي الأستاذ حامد ، أنا أحسد نفسي لوجودكم هنا ولإضاءتكم الدائمة والتي هي قيمة مضافة ل ” أناي ” …
ألف ألف شكر و وِدّ وباقات ورد 🌺🌺🌺
جميل جدا