” تغريدة عصفور على نافذتي “
بقلم الكاتبة والشاعرة ناريمان علوش
-×-×-×-×-
كلّ صباح، أسمع تغريدة عصفور يقترب من نافذتي، أتقدّم إليه ببطء كي لا يشعر بخطواتي فيهرب.. أُحبّ كثيرا تأمّل الكائنات اللطيفة دون أن ألمسها، كالفراشة والعصفور والخنفساء(الدعسوقة) وغيرها…
أقترب من العصفور وأراقب التفاتاته السريعة يمينًا وشمالا وقفزاته المتتالية على حافّة النافذة وما إن أصل إليه حتى يحلّق بعيدًا بعيدًا، فأتأمّل جناحيه وعناقهما للمدى ثمّ أعود إلى سريري .
يقول العصفور :
كلّ صباح أذهب لألقي التحية على وردتي الجميلة التي تنبت تحت النافذة، وردة صفراء منقوشة بألوان زرقاء فريدة من نوعها، لا أحد يلتفت لعطرها وألوانها غيري، فأجدها غارقة بصمتها تتأمّل الجدار تارة، وتارة أخرى تسترق النظر من النافذة علّها تجد من يؤنس وحدتها. كنت أقف على حافة النافذة فأرى امرأة حائرة في الغرفة، تتمشى من الباب إلى السرير ثمّ إلى النافذة وأحيانًا تحمل كتابًا لتقرأ بعض الكلمات ثمّ تقفله وتضعه على الطاولة، ثمّ تعود لتتمشّى في الغرفة.
تمنّيتُ لو أنني أستطيع ان أكون مكان تلك المرأة حتى أستمتع بعطر الوردة كلّ صباح والتأمّل بجمال ألوانها .
تقول الوردة:
يقطع العصفور مسافات طويلة ليأتي إليّ، أحتفظ بعطري له وحين أشعر بقدومه أفتح أوراقي وأبوح بعبيري فيعبق المكان. يأتي مغرّدًا فاتحًا جناحيه للحياة، بينما أشعر بخطوات المرأة تقترب من النافذة، يخطف نظراتها ضوء الشمس وتحليق العصفور فلا تلتفت لعطري.
تتنشقني لكنها لا تشعر بوجودي، بينما يطرق على رأسِ صمتي صوتُ خطواتها، ويعضُّ ضلوعي رحيلُ العصفور.
الكاتبة والشاعرة ناريمان علوش