… رفيق الضوء …
بقلم : اريج نكد
…..
تَغتالُكَ الحريةُ عندَ أولِ حاجزٍ للعبور
وتعيدُكَ الحقيقةُ إلى حريتِك
جوازُ سفرِكَ الأجنبيُّ لن يُفِيدْكَ
كذلك أفكارُهُم.. ولا تُنجِيك اللغة
للحريةِ جناحان.. لا تَعترفان بالحدود
لا بجوازِ السّفر ولا بالقنصليات
والسفارات..
للحريةِ أبوابٌ مشرّعةٌ وفضاء
ما من حراسٍ أو عبيد
ولا من فارسٍ أو خادم
ما من قيدٍ يكبّلُ حراً
ولا من حرٍ يقتلُه قيد
في الممرِ الطويل
اُذُناكَ حاضرتان بقوةٍ بغيابِ الرؤية
الآلامُ تَصدحُ على جانبيه
على كرسي الاعتراف
رائحةُ التبغ تَشقُّ عَينيك المُغَمَّضتين قبلَ أنفك
تَنهالُ الأسئلةُ كالبَرَد ولا تنتظر الإجابة
تَتشابكُ الأسئلةُ والأجوبةُ كشبكةِ الغربالِ
ولا تُفضي لنتيجة
الهياجُ هو سيد الموقفِ
والموقفُ ثابتٌ في مكانِه لا يتحرك
يَصعقُكَ الضوء بعد ساعاتٍ رغم شُحِّهِ
يُلاحقكَ اليأسُ فتلحقُهُ
كالضوءِ المتأرجح أمامَك
يَأخُذكَ معه ويُرجعُكَ حتى التعب
يَرشيكَ الظلُ بسيجارةٍ للتكلم
تُنهيها وتُتابع ملاحقة الضوء
فتنتهي..
رفيقُ الضوء أنت
لن تنتهي هنا
رفيقُ الضوء أنت
يهجُرُكَ رفيقُكَ لشهورٍ
يُرتّبُ النهايةَ
وأوراقَ السفر
يَتواصلُ مع منظماتٍ ودول
حقوقُ الإنسان
وهيومن رايتس واتش..
في الداخلِ تُعيدُ حياتَك وتَعيشُها
تُدوّنُ في عقلكَ ما أردتَ وما لا تريد
تَقفُ أمامَ محكمةِ ذاتِك وتَعترفُ بخطاياك
عَملتُ بجدٍ ووهبتُ ما أجني
أحبَبتُ بِكلُي ولم أظلم
اشدتُ قصوراً لم أسكنها
جَمعتُ نقوداً لم أنفِقْها
أطعَمتُ أفواهاً لم أعرفْها
ألبَستُ أجساداً لم أرَها
احتضنتُ قلوباً ولم أقتلْها
داويتُ أرواحاً ولم أسرقْها
حرّرتُ الكثير وسَجَنتُ نفسي..
يُخرجُ مفتاحَه
يَدسُّهُ في حجرةِ القُفل
دورة.. اثنتين
يُفتح الباب
يَستقبلهُ رفيقهُ حاملاً حريتَه وجوازَ السفر.
أريج نكد