للوقت فأس
من أكون،
مُمَسمرة فوق جدار
الوقت،
أُصارع تماسيحا تريد
إلتهامي،
أُكوّر
جسدي العالق
في نتوءات
الفراغ،
أنهر في وجه
السّاعة،
فتخاف وتختزل
خُطاها،
يُلوّح بيده
الموعد
من بعيد،
أودّع كل ما مات بي،
أواريهم في الثرى،
دون اسماء
ولا تواريخ،
لماذا أهرب
منّي،
وأخاف
حواراتي معي،
ألست أنا
وأنا توأمان،
أُقلّب الغد،
فأسي لا يشتهي
الشجر،
بقدر ما يشتهي
الوقت،
يقطّعه إرباً،
يكدّسه
في رئتيّ،
لتصير نعشَ جسدي
يداي،
ألست من يتحدّى
الحياة،
بهشاشة الهواء،
ولولاه
لما تسابق الموج
متلفظاً
أسراب الرّمال،
يخرج الوقت
في رحلةٍ
مع حقائبه
قصيرة،
ليُنكّه
الجسد مداه،
ويُنقّح
غرائز الورد،
أعترف
أنّي لبوة
جامحة،
وأن أسدي
غافٍ عند
أسوارٍ معلُقة،
أحيانا،
أستعرض
سيوفاً بلهاء،
وأخوض غمار الملأ،
وأنتعل أرياش
النسور،
لأراني
أتهاوى
عند الأسوار،
نهودا ساقية،
أهزّه من غفوته،
أُرضعه الأندرينا،
ويتوه معها
نشواناً،
وأنا الّلحن،
وأنا الصّدى،
تأتيني
رياح الشّرق
بجبروتها،
تحصد(القاف)،
ويعود من جديد،
متوغّلاً،
متحرشاً،
بقلمي ،
لأعزل شهوتي
عن جسدي،
حتى يأتيني
مرّة تلو مرّة
الغيث،
يبلّل بذور
الرّها،
أضع الأيام
في جيبي،
أتقايضها
مع الانتظار…
ميادة نبيه عوض
الشاعرة ميادة نبيه عوض