” إمرأتان ” رواية ريما سعد لبست الرداء المسرحي وأبهرت الجمهور في مسرح مونو في بيروت ..سولانج تراك أدارت العمل إخراجيا وحملتنا إلى عالم من المتعة .
-×-×-×-×-×-
ميزان الزمان – كتب يوسف رقة :
شهدت خشبة مسرح مونو ( جامعة اليسوعية في بيروت ) عرضا مسرحيا مذهلا لعبت بطولته الكاتبة ريما سعد .
الفكرة بدأت عندما أصدرت ريما روايتها ” امرأتان ” مؤخرا عن دار هاشيت / انطوان , وأرادت التحضير لاحتفالية توقيع الرواية و أن يتضمن التوقيع. قراءة لمقاطع من روايتها .
لكن الفكرة تطورت كثيرا , فبعد لقاء الكاتبة مع المخرجة المسرحية سولانج تراك ( تلميذة المسرحي العريق الراحل جلال خوري ) أخذت المقاطع تطول وتطول وذلك بعد إن اكتشفت المخرجة الموهبة الدفينة لدى ريما سعد ..
ريما سعد توقع روايتها ” إمرأتان ”
لم تخطئ المخرجة بذلك , ونحن نشهد على تميّز كاتبة الرواية وعلىحضورها المسرحي اللافت على الخشبة , فقد أدّت الحوار بلغة عربية فصيحة ونطق سليم لمخارج الحروف . وبصوت احترافي وإطلالة مسرحية متميزة .
فالمشهدية / الروائية التي اعتمدتها المخرجة كانت في جمالية وتوازن الديكور الذي اقتصر على كادر اطار لوحة كبيرة على يمين المسرح ومنصة للجلوس على يساره وفي الطرف الاوسط لناحيه اليسار كنبة مختلفة جلست عليها الراوية بثوبها الأبيض المزركش كعروسة البحار .
سينوغرافيا العرض كان مميزا جدا لجهة تنقلات الراوية بين اليمين واليسار والإضاءة الاحترافية في تسليط الألوان وتركيزها وبيئة العرض المنسجم مع النص ككل واستخدام الشاشة الكبيرة التي كان يظهر عليها بين الحين والآخر بعض الفيديوهات المصوّرة و عناوين وعبارات من أبواب الرواية .
ريما سعد على خشبة المسرح في قراءة ” إمرأتان ”
وقد أحسنت المخرجة في الاستعانة بصوت الفنان. ادي عيسى في بعض الحوارات الواردة في الروايه خلال القراءة المشهدية .
تجربة فريدة ومتميزة شهدناها على خشبه مسرح مونو , اكتشفنا خلالها كاتبة رواية ممتازة ونصا متينا يروي حكاية امرأتين من عصرين مختلفين حيث تحاول الكاتبة من خلاله كسر التقاليد السائدة واظهار الجرأة في إثبات وجود المرأة ككائن بشري يتمتع باستقلاليتة ومفاهيمه وقراراته بعيدا عن هيمنة العقل الذكوري , إضافة إلى ذلك الجدل بين أجيال مختلفة حول نظرتهم إلى الدين والحياة والمرأة والمجتمع .
.. اكتشافنا الثاني هو في شخصية الكاتبة التي أثبتت أنها أهم بكثير من بعض الممثلات اللواتي يدرسن في الجامعات والمعاهد لمادة التمثيل ولكنهن يفتقرن الى الموهبة وتقنية الأداء والأهم افتقارهن ل” الحضور المسرحي ” .
مبارك لنا بكاتبة الرواية وممثلتها. ريما سعد , ومبارك لنا أيضا بمخرجة العمل سولانج تراك التي أثبتت جدارتها في إدارة الممثل وإدارة العمل ككل بذوق مشهدي وموسيقى أكثر من رائعة .
ريما سعد خلال توقيع رواية ” إمرأتان ”