المحطة التالية.. الجزء الثاني”
قصة سردية بقلم : نجاة الأغر
-×-×-×-×-×-
مالذي حصل معي ليلة البارحة!! هل كنت في حلم جميل أم هو كابوس عظيم، كل ما أذكره أنني كنت في حالة سعادةٍ فوق العادة..
هل كنتُ أحسب نفسي قبل الأمس أنني كنت عاشقةً، أم هو زيفُ عِشْق.. فلا نعلم الشيء إلا عندما نُحِسُّ بضِدِّه..
ماذا بعد.. سؤال لطالما نسأله لأنفسنا دون جواب، لكنني أملك الجواب: لا شيء سأكمل طريقي بشكل عادي جداً فقد تحررت منه تحررت من حبه عند نزولي من القطار وأُقْفِلَ الباب..
بدأ الوقتُ يمرُّ بطيئاً، ولا زلتُ أقفُ في المحطةِ الأخيرة.. تتلبد السماءُ وتَتَساقَطُ أوراقُ الأشجار متهاوية تدفعها الأغصان للانتحار.. رياح العزلة طوت حياتي بين جفون الجبال وأكاليل اللَّيل.. كلّ شيء صار متشابهاً لا يتغير.. الوحدة أصبحت سيفاً مسلَّطاً على عنقي في كل حركة يقطر دماً، دم الفراق..
بي ألم وكأنَّ عظامي تتهشَّم.. مهلاً، لماذا أشعر بالوحدة؟ من هو هذا الشخص الذي اعتقدتُ أنني عشقتُه، أو أحببته، أو ربما أعجبت به؟ أكلّ هذا لأنني كنت وحيدة أساساً وكانت لحظات ضعف مَرَرْتُ بها؟ أم أنني وجدتُ البرق والرعد الذي في الكون أصبح داخل كفَيَّ فشعرتُ بتلك القشعريرة التي تحمل معها سعادة متناهية كسيلٍ جارفٍ من علِ!!! ما بالي أُشغِلُ نفسي بأساطيرَ مرت، والأساطيرُ هي قصص وهمية، وربما لكثرة ما أقرأ قصص شهرزاد مع شهريار!! فأنا منذ زمن أقف في هذه المحطة وقد مرَّ بي مئات ومئات ولم يهتزّ لي جفن..
ذاك الليل بكل ما فيه من عتمة تلف المكان، نجم لاح نوره من بعيد، ابتسمتُ له، فرحتُ به، وصار وَنَسِي أبوح له في كل ما في صدري دون معرفة مسبقة مني له.. يفرح معي وأحس بضحكته عندما أبتسم.. أصبح مرآتي، يبهجني يخرجني من عتمتي يداوي جروحي بكلمات رقيقة تثلج صدري، وكأن إحساسها مرّ على مسمعي من قبل، هي كلمات فيها الغزل الرقيق الذي يمر كنسمة باردة في صيف حار على وجهي الذي يبدو أن حرارة الصيف الموجودة داخلي قد ظهرت عليه..
وصار هذا النجم يقترب رويداً رويدا، وكلما اقترب ازداد نوره توهجاً!! من هو هذا النجم؟ هل سقط من السماء سهواً أم أنَّ الأقدار رمته ليداوي عتمتي!!! أم هو!! أم هو!!! ألف سؤال وسؤال يخطر في بالي ولا أجد أي جواب، وأنا لا زلت واقفة في تلك المحطة!!
يتبع
نجاة الأغر……………