الوقت في بلدي
بقلم: أريج محمود نكد
-×-×-×-×-×-
قد لا أتقن نسج الحكاية.. لكنني كتبتها
وقد لا أعرف كيف تروى.. لكنني عشتها
في بلدي يختنق الهواء
ستة أبواب موصدة.. والسابع موارب
ستة حراس أحيلوا للتقاعد.. والسابع غارق بنومه
على باب المدينة.. كما بيتي
انتظر كغريب مكتوم النسب
لا أملك إلا مفتاح صدىء
لمنزل غارق في الظلام
سبقته الشمس بسنين
تكدست حوله الأبنية لتتركه في قاع الحياة
أعود إليه كلما حاصرني الضوء
يقلق عيناي كما عقلي
في بلدي الضوء رفاهية
مفتاحي في حقيبتي منذ سنين لكني أضعت الباب
أبحث عن شبكة عنكبوت وباب خشبي غطاه غبار سنين
عن صوت أم توبخ أبناءها
لا تملك إلاغضبها وأبنائها الثلاث
زوجها يعود في الصباح بعد كل لياليه المجنونة
في بلدي لا وقت للحب
خلف باب وعشرة سنتيمترات من الأسمنت كنت أستيقظ كما خوفي
أعد القذائف وضحاياها
في الحرب يموت القريب غريباً
انتهت الحرب
لكن الرصاص ابتدأ
في بلدي لا وقت للسلام
تتحرك الأرض تحت أقدامي وطرق الطبول في رأسي
في بلدي لا وقت للراحة
سبع جنازات وفرح واحد
في بلدي لا وقت للفرح
سبعة أفواه وستة أرغفة
في بلدي يفرقنا الخبز والملح
أرصفة بالمجان للمتعبين
فد تكون المسافات عين للحقيقة
كنت هناك لم ألحظهم
اليوم على بعد آلاف الأميال أراهم
أمسح دموعهم وأسمع صوت أمعائهم الخاوية
في المسافات تنفرج زوايا الرؤية والعقل
وتتفتح زهرة الروح
عشرة سنتيمترات أوقفتني
آلاف الأميال أيقظتني
أتحسسُ مفتاحي
هاتفي بيدي …أخط بعض سطورعن ياسمين بلدي وأنشرها
ثم أغط في النوم..
أريج محمود نكد