…يستوقفك شرطي بلدية سن الفيل ليأخذ حرارة جسدك قبل ان يسمح لك بالدخول لحضور حفل توقيع الشاعرة العراقية شريفة الراشد لباكورة اعمالها ” سوناتا الملح ” لكنه يتركك وشأنك عند الخروج من القاعة دون ان يعرف ماذا تركت قصائدها من أثر قد يستمر عالقا طويلا في أذهانك ..
الاحتفال الذي قدمته الناشطة الثقافية كلود صوما بكلماتها العابقة بعطر محبتها , أستهل بالنشيد الوطني اللبناني , ثم توالى على المنبر صاحبة دار نريمان للنشر الشاعرة ناريمان علوش التي رحبت بالحاضرين ثم تحدث الشاعر حسن المقداد الذي وصف قصائد الشاعرة بالشجن النابع من الروح الآتي من شعر ما بعد الحداثة , ثم تحدث الشاعر سديف حمادة وركز ّ على الموسيقى الشعرية التي يتميز بها الديوان .
وكانت الفنانة التشكيلية أنيتا التونجي ترسم لوحة مباشرة أمام الجمهور اعتبرتها أنها لوحة الحلم في عيد المرأة العالمي وأهدت لوحتها الى الشاعرة علوش .
في ختام الحفل القت الشاعرة شريفة الراشد كلمة قالت فيها :
قبلَ أي شيء، شكراً للحزن
وللمسافات التي هددتُها بحثاً عنه
كان هذا الطريق ثقيلاً
ومازال مقامُ الشِعر بعيداً
ها أنا أقفُ أمام البحرِ
وأدرك أن النجاة لم تعد خياراً
فأقبلُ بالخافت من الضوء
وأستسلم
ها هو البحر
يعيدُ لي كل ما لم أقله
منذ البدءِ حتى بيروت
بمحلها وموسيقاها
وهمسها
“لأنكِ امرأةٌ للبحرِ ترعبها الحدود
تسقطُ قال البحر وانحسرا”
ها أنا أعيدُ رسمَ الحدود
بين الكلمة والكلمة
لذا أقول
شكراً للشعر
ولمن خيّروني يوماً بينه وبين أشياءَ هامشيةٍ .. كالحياة
شكراً للشِعر!
وبعد ذلك , اقيم حفل كوكتيل في المناسبة تخلله قطع قالب حلوى قدمته دلر نريمان للنشر في بيروت التي أصدرت الكتاب .