…خصّ رئيس إتحاد الكتاب اللبنانين العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي موقع ” ميزان الزمان ” بشذرات من كتاباته الأدبية الإبداعية ..وهنا السبيكة :
للحزن… للعشب… لوطني…
للحزنِ النّابتِ في مقلِ الأحلامِ الورديّة صوتي
محفورًا بين الذّاكرة ورجْعٍ لا يعرف كيف يعود من سفَر الموتِ
ولوجهي برقعُ نارٍ يسأل أين النّارْ
تلتهم البرد الآتي
قبلما أصبح الحطب الماثل زادًا
لكانون ليلٍ تعاندهُ الجِمارْ
***
للعشبِ البرّيّ الرّابض في أدغال الرّوح سلامي
وسلامي لصوتي الخائف من ضوء القمرْ
يبحث عن:
طير تعرف لون التّغريد ولا تخشاهُ
عن أغنيةٍ ترنّم أوجاع النّاسِ، لا فسيفساءَ الحَجَرْ
عن نديمٍ يشاركني مرارة كأسي وسْطَ هذا الدّمارْ
ويسير الهُوَيْنا معي
يزرع وجه طفلٍ باسمٍ
قمحًا لخبز النّهارْ
***
لوطني بسملةُ الرّوحِ، فاتحةُ الإيابْ
ماءً يطفئ غُلَّةَ هذا الظمأ القاتلِ، يمحو من الأوجاعِ هذا السّرابْ
- د. محمد توفيق أبو علي
يحمل الدكتور محمد أبو علي قلمًا يعرف كيف يكشف النقاب عن الصراع الداخلي بين الذات وتضاعيفها، وبين الذات والموضوع، وبين الذات والآخر. ويتسلح بموروث ثقافي ومعرفة قلما اجتمعت لأحد. وبعد، ألا ينصاع له الإبداع، وتهتدي بهديه النجوم؟
للحزن ، للعشب ، للوطن …
ثالوثٌ يمسك بيده قلماً ، يمسح دمعةً ، يُنبِتُ أملاً ، يُغَنّي وطناً …
نسيرُ الهُوَينا معك الدكتور محمد توفيق أبو علي إلى ما وراء الكلمات وأكثر …
شكراً لفكرِكَ الرّاقي …
تخال ايها القارئ الكريم عند قراءتك شذرات الدكتور محمد أبو علي أنك أمام شاعر تخطى المدى وغاص عميقا ليتساءل عن معنى الوجود في عالم تجمدت قلوب كائناته من الصقيع وغاب عن لياليه الحالكة الظلمة الدفء، جاعلة منه أرض يباب. يخاف الإنسان في قلب الشاعر أن يتحول حطبا للحقد في هذا العالم الدامس الظلمة القابع على صدر الأمة. في وحشة هذا الوجود يفتش الشاعر عن نديم يشاركه مرارة الحياة في عالم غابت عنه الرحمة والحب . مثل الشاعر مثل الفيلسوف اليوناني ديوجين عندما حمل المصباح ليفتش في وضح النهار عن انسان. شذرات الشاعر محمد أبوعلي هي المصباح الذي ينير الطريق ليقول إنّ الله هرو الحب والحب هو الله. من هنا يصبح الشاعر سيد قومه ولسان حاله ويغدو للوجود معنى وجوهرًا