قصائد تونسية الحلقة 6
مع الشاعر الحبيب المبروك الزيطاري
قراءة الكاتب سوف عبيد
-×-×-×-×-
* قراءة في قصيدة الشاعر الحبيب المبروك الزيطاري *
في اليوم العالمي للشعر بجمعية ابن عرفة الثلاثاء 21 مارس 2023
قصيدة الشاعر الحبيب المبروك الزيطاني في اليوم العالمي للشعر بجمعية ابن عرفة يوم الثلاثاء 21 مارس 2023
على البحر البسيط وردت قصيدة الشاعر الحبيب المبروك ليتغنى بتونس مستهلا قصيدته بالفخر في امتلاك ناصية الشعر وذلك جريا على سنة العرب القدامى وكذلك على عادة شعراء اللهجة التونسية في الإعتداد بأنفسهم ولكن صديقنا الشاعر أضاف إلى فخره بنفسه الفخر بشعراء تونس فذكر مثلا الشابي و الميداني بن صالح ونور الدين صمود مشيرا إلى خصائص كل منهما في إشارة بليغة لطيفة
إن قصيدة الحبيب المبروك لئن وردت على نمط الإيقاع العروضي التقليدي إلا أنها نحت منحى التجديد في معاني التغني بالوطن عند استعراضها شواهد من أيقونات الشعر التونسي المعاصر وفي هذا دعوة إلى الاعتزاز برصيدنا الأدبي التونسي ضد كل محاولات التهميش والاستنقاص من مساهمة التونسيين في مختلف العصور وتتالي الأجيال في إثراء الأدب العربي والحضارة الإنسانية.
الشاعر الحبيب المبارك الزيطاري
هنا قصيدة الشاعر الحبيب المبارك الزيطاري :
تونس الشِّعر و الأدب
يا تونسَ الشِّعرِ كم أمتعتنا ادبَا
واحاتِ نخلٍ و عِذقٍ أغدق الرُّطَبَا
إني مَدحتُ و ما أنصفتُ مَن تَركوا
مِن شِعرِهم ما تحدَّى العُجمَ و العَرَبَا
فالحِبرُ يُدفَقُ و الأقلامُ نابضة
كالبحر يَدفَع بالأمواجِ ما تعبَا
أمواجَ ابداعِكِ المرموقِ مَلحَمَة
تَعلو و ترسُو فتُلقي الدرَّ و الذَّهبَا
و الكُلُّ مُنْبهرٌ مِن حُسن ما نقشتْ
أيدي الفطاحِلِ مِن أشعارهم عَجَبَا
يا ويح قلبي كَمِ الأبيات تُثملني
كالكأس تُسكِرُ مَن قد ذاق أو شَرِبَا
تُتلى فتُفحِمُ مَن يَرجو يَعارِضُهَا
مَن ذا يُعارض هَطلَ الغَيثِ إن سَكَبَا
مهما يُحاولُ لا يَرقي لقمٌَتهِ
فالأصلُ يفحِمُ مَن في القعر قد رَسَبَ
ياموطِنا مَلَك التَّعبيرَ مِن قِدمٍ
مِنهُ المحابرُ قد غاضَتْ بما كَتَبَ
بلقاسِمُ العَلمُ المشهورُ يُرسِلُها
مِن شِعرهِ مُثُل تَستلهِمُ النُّخبَا
بن صالحُ و دواينٌ له نُشِرتْ
قد خلَّدت باسمهِ التّاريخ و الحِقبَ
وجعفرُ الماجِدُ الرَّاقي ببَصمَتِهِ
ما زال مَنبعهُ الرَّقراقُ ما نَضَبَا
صمَّودُ بسَّط ما جاء الخليلُ بهِ
في عِلمه لخَّص الأوزان و اقتضَبَ
وغيرُهم مِن ذوي الأقلام سامِقة
مَن ارسلوا الحرفَ في الٱفاق فانتَصَبَا
هم في الأعالي و ما التَّكريم أنصَفهم
و الغيرُ يَكْرم مهما احتال أو لعِبَ
و رائدُ القول لا يُلقى لقولَته
ألا الفُتاتَ و إن زادوا فكم لقبَا
غَضبى حُروفي فما بالظُّلم قد رضِيَتْ
على الذي زيَّفَ الألقاب و الرَّتُبَا
لكنَّني رَغمَ هذا الضَّيم مُلتمِسٌ
مَستقبلا فاضلا نَجلو به الحُجُبَا
( تونس / خاص ميزان الزمان / من الاعلاميه والشاعرة سليمى السرايري )
الكاتب سوف عبيد