الكاتبة سوسن الرماح وقعت باكورة اعمالها :
وتسلّمت شهادة تقديرية من وزير الثقافة
-×-×-×-×-
قدم وزير الثقافة القاضي د. محمد وسام المرتضى شهادة تقديرية إلى الكاتبة سوسن الرماح تقديرا لجهودها في إغناء الثقافة الأدبية في لبنان وذلك خلال احتفالية توقيع باكورة أعمالها ” ذاكرة الأنا ” وذلك في قاعة المكتبة الوطنية في بيروت .
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ثم قدمت الدكتورة زينة زغيب المتحدثين وهم : وزير الثقافة د. محمد وسام المرتضى وأمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور الياس زغيب ورئيس منتدى ” لقاء ” الدكتور عماد فغالي والصحافية سارة طليع مطر التي ألقت كلمة المؤلفة سارة الرماح .
حضر الحفل : ممثل النائب اكرم شهيب الدكتور هشام عجيب – ممثل الحزب الديمقراطي اللبناني عضو الهيئة التنفيذية الاستاذ فرزان ضو – رئيس أمناء الجامعه الحديثة الاداره والأعمال الدكتور حاتم علامة
رئيس بلدية المشرفة الدكتور غازي الحكيم وحرمه
القاضي ناصيف عدنان الحكيم ووالدته
رئيس مستشفى الشحار الدكتور عادل سري الدين
مدبر مدرسه العبادية الاستاذ حاتم الحكيم وحرمه الشاعر مصطفى سبيتي- الكاتب د. محمد اقبال حرب –
الاعلامي محمد عمرو – الشاعرة تمارا أمين الديب وزوجها . الناشط جهاد شميط .
الاعلامي كميل العبدالله – الفنان عاطف العلم – الفنان ايلي بيطار – المهندس لواء عجيب -الاستاذ سليم عبد الخالق- السيد جهاد شهيب – الشاعر محمود هزيمة.
سيادة للقاضي عفيف يوسف الحكيم
السيدة ساريا هلال عبد الخالق رئيسة الاتحاد التقدمي النسائي في الجرد بزينة طاولة التوقيع بالورد وإرسالها صبايا من الاتحاد .
الصحافية الانسة مي الصايغ و السيدة داليا عبد الخالق – الأستاذة ميساء الحكيم – الاستاذة سناء الحكيم – الشاعرة سناء شجاع وشخصيات عديدة من أقرباء الكاتبة وأصدقائها وأهل بلدتها .
وقد اعتذر عن الحضور لاسباب طارئة الأستاذ. غازي صعب والدكتور غازي الرماح والفنان أسعد رشدان .
الكاتبة والوزير المرتضى
مقدمة الحضور
الاعلامية سارة مطر والكاتبة سوسن الرماح خلال الحفل
كلمة الكاتبة سوسن الرماح ( القتها الصحافية سارة طليع مطر ) :
القت االصحافية سارة طليع مطر كلمة مؤلفة الكتاب سوسن الرماح واستهلتها بالقول :
كلّفتني فشرّفتني أن أردّد اليوم على مسامِعِكم كلماتِها العطِرة، وهي الشاعرة والروائيّة التي قدّمتُها يومًا قائلةً: “كتبتْ وجعَ الحبّ الجميل، فجعلتْ من الدمعة كلمةً، ومن الجراح فاصلةً، ومن الموت عبارةً”.
الصحافية سارة طليع مطر
قالت الكاتبة سوسن حسن الرمّاح:
باسمِ الحرفِ أبدأ كلمتي…
“ثورةٌ على المستحيل”
أقفُ عاجزةً، وفي عجزي بلاغةٌ وامتنانٌ وشكرٌ كبيرٌ وعميقٌ لكلّ مَن شاركني هذه الثورة.
شكرًا لمعالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، على اهتمامه ودعمه ورعايته هذا الحفل الكريم.
شكرًا لكلّ مَن تكلّف عناء الحضور من شخصيّاتٍ سياسيّة وثقافيّة وفكريّة داعمة لمسيرتي.
لا يسعُني إلّا أنْ أرحّبَ بكم وبكنّ جميعًا،
معالي الوزير،
حين رأيتُ بريقَ عينَيك وأنا على المسرح في دير الحرف، كان بريقًا مختلفًا عن كلّ ما رأيتُه في حياتي الأدبيّة. شعرتُ أنّ حروفي اخترقتْ روحَك إلى الأعماق، وكم نحن في وطنٍ يفتقرُ لكلّ مقوّمات الإنسانيّة والاجتماعيّة والثقافيّة. وكلُّ هذه اجتمعتْ في شخصِك الكريم.
أمّا روايتي “ذاكرةُ الأنا”، فقد جاءتْ عبارةً عن مزيجٍ بين واقعِنا الأليم الذي لم يتغيّر رَغم تغيّر الأجيال، وخيالِ شاعرةٍ تتمنّى أن يُصبحَ الحبُّ حقيقيًّا في زمنِ اللاحب…
وقالت : إنّها محاولتي الأدبيّة الأولى…أردتُها سرديّةً تختزلُ قصص الكثيرين، وكلّي أملٌ بأن تنال إعجابَكم وأن تلقى صدًى بين القرّاء. أمّا عنوان كلمتي “ثورةٌ على المستحيل”، فقد استوحيتُه من عبارةٍ وصفتني بها سابقًا صديقتي الكاتبة والشاعرة سنا البنّا، فكان أن ردّدتُ حينها قولي: ما كانت الحياةُ، لو لم تكن…ثورةً على المستحيل”.
أضافت القول : الروايةٌ من ستّة أجزاءٍ، كلُّ جزءٍ يسرِدُ قصّةَ حبٍ لم تكتمل، إمّا بسبب الحربِ المشؤومة والتشتّتِ والضياعِ والقتال على الجبهات، أو بسبب الطائفيّةِ البغيضةِ التي تفرّق قلوبَ الأحبّةِ والعشّاق. هي أجزاءٌ مترابطةٌ تروي معاناةَ سيّدةٍ لبنانيّةٍ، تعصِفُ بها الأحزانُ والمآسي، تختبرُ لوعةَ الفقدانِ، مرارًا وتكرارًا، قبل أن تجتمع بحبّ حياتِها في سنواتِها الأخيرة.
إنّها محاولتي الأدبيّة الأولى…أردتُها سرديّةً تختزلُ قصص الكثيرين، وكلّي أملٌ بأن تنال إعجابَكم وأن تلقى صدًى بين القرّاء.
د. الياس زغيب يلقي كلمته
كلمة أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور الياس زغيب :
ما أجمل أن تدعوَنا “سوسن الرمّاح” إلى المكتبة الوطنيّة برعاية معالي وزير الثّقافة في الثّالث عشر من نيسان لتقول لنا: “كيف للحبِّ لأن يتَّسع لكلّ هذا الحبّ؟” (ص 27)، وأن تفتح أبواب ذاكرتنا على ماضٍ مُثقَلٍ بالدّروس والعِبَر… إنّها “ذاكرة الأنا” بمدلولها الإنسانيّ الواسع، “الأنا الكبرى” التي تتخطّى الذّات البشريّة الواحدة إلى كلِّ ذات على امتداد الرّؤيا والحسِّ الإنسانيِّ المرهَف.
“سوسن الرمّاح”، المنتصرة على الألم بالقلم وعلى الحرب بالحبّ وعلى الطّائفيّة بحروفٍ يضيء سواد مدادها عتَمةَ اللّيل المتربّص بمستقبل وطننا وبغده المعلَّق على المجهول، تنتفض للمرأة من خلال هدى- بطلة الرّواية- ومعاناتها، ومن خلال لينا وحنان وميساء. ويكفي أن نستعرض أسماء شخصيّات الرّواية لنتلمّس شيئًا من طباع كلِّ شخصيَّة: هدى، ربيع، منيف بك، لينا، أسعد، حنان، ميساء، وربيع؛ وبين ربيع الأوّل وربيع الثّاني مِسافات دمعٍ ومعاناة امرأةٍ شرقيَّةٍ تتألّم بصمت…
أمّا ما يجمع أحداث الرّواية فهو الحبّ الحقيقيّ الصّادق، إذ تدعو الكاتبة على لسان “هدى” إلى إعلاء صوت القلب مقابل صوت العقل المادّي فنتجاوز بالحبّ المظاهر الاجتماعيّة الفارغة، ونكسر الحدود والقيود التي رسمتها الطائفيّة والاصطفافات العمياء وراء تجّارِ الحروب وتجّارِ الدّين. تلك هي الثّورة المؤدّية إلى رحابة الانتماء إلى الوطن وإلى القيم الإنسانيّة السّاميّة.
كلّ ذلك تعرضه الذاكرة بوساطة زمن سرديّ صاعد تقطعه رجعات طفيفة بغية إيضاح مسألةٍ أو تعليل موقف.
كثيرة القضايا التي أثارتها سوسن في روايتها بإطارٍ سرديٍّ مشوِّق، من دون وعظٍ ولا تكلُّف، كقضيّة الزّواج المدني، والخيانة الزوجيّة، وتعنيف المرأة واستغلالها، وإجحاف الوطن بحقِّ أبنائه الذين يسعون إلى بلدان تؤمّنُ لهم فرص النّجاح والإبداع… وغيرها ممّا لا يتّسع المجال لذكره، فأترك لكم متعة اكتشافه في السّياق.
وبما أنّ لا ربح من دون خسارة فقد خسرت “هدى” ربيعًا لتربح ربيعًا آخر، في موقفٍ دراميٍّ مأسويّ أيقظ الأمّ المفجوعة باغتيال ولدها في الولايات المتحدة الأميركيّة، وجعلها تضع حدًّا لزواجها المزيَّف وتتّجه نحو ربيع حبّها الحقيقيّ الذي ينتظرها في الخارج… “وكان الوقت وقتَ الثَّلج”!
صديقتي “سوسن”، جئتك اليوم وبساط من الثّلج يفترش طرقات بلدتي الكسروانيّة المنتظرةِ الرَّبيع يفتِّقُ بالعطر مسامَّ التّراب، ويبثُّ الحياة في الطّبيعة بعد طول شتاء! كلّنا ينتظر ربيعَه يا عزيزتي، بيدَ أنّ الرّبيع الحقيقيَّ لا يُنتظَر من الخارج بل ينبعث من الدّاخل؛ وربيع لبنان ليس رهنًا بالتّسويات الخارجيّة بل بوحدة شعبه وأرضه وعدالة قوانينه، وبالانتماء إلى قيم الحضارة اللّبنانيّة. فلا خروج من النَّفَق الطّويل إلا بإعادة الاعتبار إلى الإنسان اللّبنانيّ وإلى كتّاب لبنان ومثقّفيه بناة الحضارة وصنّاع التّاريخ! وعليه يجب دعم وزارة الثّقافة واتّحاد الكتّاب اللّبنانيّين وجميع الوزارات والمؤسَّسات التي تعنى بصناعة الإنسان الحرّ المبدع…
إنّ قلمَك الرَّمَّاحَ يا سوسن في ميدان الأدب يعكس صورة المرأة اللبنانيّة الرّاقية؛ فاسمحي لي باسم اتّحاد الكتّاب اللّبنانيّين أن أحيّي وزارة الثّقافة بشخص معالي الوزير على رعاية هذا التوقيع واستضافته، وأحيّي كل من ساهم وحضر، وأحيّي فيك جرأتك في تناول مواضيع حسّاسةٍ كموضوع الحرب والطائفية وتحدّيات المرأة في المجتمع الشّرقيّ.
مبارك إصرارك على التّعبير والإبداع، مبارك نتاجك الجديد؛ ومبارك لسانك القلم وصوتك الحرف لا يجفُّ حبره على صدر الورق!
د. عماد فغالي يلقي كلمته
كلمة د. عماد فغالي :
ذاكرةٌ من خلوٍّ إلى ملء!
بين سوسن وهدى بطلة روايتها “ذاكرةُ الأنا”، قصّةُ المرأةِ الشرقيّة في كلّها. إذا دخلتُ في مضمون الرواية، قد أبدو متعدّيًا، أنا غيرَ المتخصّص في العلوم الاجتماعيّة. لكنّني إنسان، وكلّ ما هو إنسانيّ… يعنيني في عمق! من يقرأْني، يتيقّنْ كم في اعتباري المرأةُ إنسانٌ في ملء. لها خصوصيّتُها وميزاتُها التصنعُ رجولةَ الرجل وتهبه أسسَ نشأته رجلاً، أو تدعه فيقبع في ذكوريّته المقيتة!
لا أقولُ هذا لأنّنا أمام روايةٍ في النوع والسياقُ يروحُ إلى انتصارات المرأة لنفسها وانحيازه لقضيّتها.
الروايةُ تنقلُ في واقعيّتِها واقعًا معاشًا في مجتمعنا الشرقيّ عمومًا واللبنانيّ خصوصًا، كأنّما الحالُ كذبةٌ كبيرة تكمنُ تفاصيلَها كذباتٌ صغيرة تأسرُ السياقَ ليروحَ في اعوجاجٍ إنسانيّ، يعتقدُ أشخاصُه أنّ الأمرَ مسلّماتٌ لا نقاشَ فيها.
دوّنت سوسنُ الرمّاحُ روايتها من دون اصطناع بناءٍ روائيّ جهدتْ في اكتماله! هكذا في طبيعيّةٍ قالتْ عقدةً في مجتمع لبنان، ترافقه في مسامِ تكوّناته المريضة، وتبني لتعالياتٍ طبقيّة فاضحة. ببساطةٍ يمكنكَ التعرّفُ بشخصيّاتِ “ذاكرةُ الأنا”، تتعاطفُ مع بعضها، تلفظ أخرى، ويثيرُ غصبَكَ انزلاقٌ مسلكيّ، تبريرُه المحرّمات! أنتَ في زمنٍ روائيٍّ يواكب العولمة المالكة يومنا، كيف يتمسّكُ العُرفُ البائد بأذهانٍ تدّعي الرقيّ والتمدّن… يفعل لِما تمدّه الموروثات بسلطويّةٍ جامحة تنخرُ فكرَه المائل إلى الأنا، تلك الأعلى!
العقدةُ المجتمعيّة العالجتها روايةُ سوسن، تبان للقارئ من نوع العاديّ، المتوقَّع، القد لا توفّرُ عنصرَ التشويق والدهشة. لكن متى رحنا في داخل، إلى ربطٍ بين الراوية والبطلة، تأوينَ الأحداث والمشاعر، تلكَ الثورة الغالية في نفسِ الكاتبة، أمَا تقولُ لنا الأسطرُ غيرَ مجرّدِ سردٍ روائيّ؟
تختم الروايةُ المجريات النصيّة بحلٍّ ينتصرُ لانتظارات البطلة التائقة إلى عيش حرّيتها المكبّلة بالمفاهيم الخانقة، المحصّنة بواهي المبرّرات السائدة. جاء الحلُّ المنتصرُ انكسارًا لجبروتٍ انكشفتْ تداعياتُه، فتمكّن الخيرُ من اعتلاء غرفةِ القيادة وتغيير وجهةِ الحياة نحو إرادةِ المرأة الحرّة والجميلة! الخاتمةُ مرسلةٌ أنّ التسلّطَ سرابٌ يزولُ عند مثول الحقّ في نقائه… أمَا يجبُ بناءُ مجتمعاتنا على مُثلٍ ثابتة ترفع إنساننا، الرجلَ والمرأة، إلى بلوغ قامته السميا؟
سوسن الرمّاح، “ذاكرةُ الأنا” صرخةٌ تدوّي في ذاكرةِ كلّ “أنا”، لتتفاعل مع كلّ أنتَ وأنتِ، فتؤسّسَ لذاكرةِ “أنا” يكبرُ في القيم، من دون أن يصغرَ “أنا” الآخر. تؤسّس لذاكرةٍ، إنسانًا في امتداد الأفق صعُدًا نحو الملء!
وزير الثقافة د. محمد وسام المرتضى خلال حفل التوقيع
كلمة معالي وزير الثقافة القاضي د. محمد وسام المرتضى :
مسك الختام , كان مع كلمة وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى الذي استهل كلمته بالقول :
“نلتقي في المكتبة الوطنية في بيروت لنحتفل بمولود جديد هو “ذاكرة الأنا” للأديبة اللبنانية الفذّة الأستاذة سوسن الرمّاح.
وأعترف أمامكم أنّ قراري باستضافة هذه الفعالية ورعايتي لحفل توقيع ذلك المولود لم يكن البتة قراراً موضوعياً، اذ وعلى قصر معرفتي بهذه الأديبة الفاضلة فإنها قد استوطنت قلبي، استوطنته لا لشيء الّا لأنها تشبه في روحها الجميلة لبناننا الجميل النقيّ البهي، وفي عزيمتها اصراره الدائم على الاستمرار والصمود… على التعملق وتجاوز المعوّقات والصعوبات والتحديات وعلى الخروج منها عزيزاً مبدعاً شامخاً أبّياً زاهياً إباء الموج فيه بحره وزهوّ أزره واعتزاز سهله وشموخ جباله وعزم مقاوميه.”
وأضاف:”سكنت سوسن حسن الرماح قلبي لكل ذلك وأيضاً لأن فيها من الوداعة ما يفرض عليك التواضع، ولأن أناقة حضورها وأسلوبها تُشبه ربيعنا في لبنان المبشر على
الدوام بأن حياتنا في هذا البلد تبقى نعمةً على الرغم من كلّ المرارات التي تشي بها بسمتها العفوية فإنها تُشبه انفتاح وطننا على الدنيا كل الدنيا الا أعداء الانسانية .”
وقال وزير الثقافة:” سوسن حسن الرمّاح هي مدرسة في المقاومة والانتصار نقتضي بها وننهل من معينها ونستلهم من سيرتها لنعي بأن الحياة هي في الأصل وقبل كلّ شيء وفوق كلّ شيء فعل مقاومة… نعم مقاومة لكل الأوضاع المزرية المطبقة على واقعنا…
أضاف القول : “مقاومة لكل هذا المستقبل الأسود البائس الذي يحاولون فرضه علينا… مقاومة لمحاولات التيئيس والإحباط… مقاومة لكل التحديات ولكل أشكال المعوّقات…
مقاومة تغلب المستحيل وترتقي بنا لنكون كما نريد أن نكون وكما نستحق أن نكون، لنكون انسانيين وناجحين في مجتمع انساني يعيش القيم ويحيا الايمان ويفرح بالتنوع ولو كره الكارهون.”
وختم المرتضى بالقول : ” سوسن الرمّاح نُبارك لك هذا الانتاج الروائي المميز، تُشرّفنا صداقتك، نحن أخوتك والى جانبك ونعد أنفسنا بانتاجات أخرى مميزة. وفقّك الله وحماك ” .
مقدمة الحفل الدكتورة زينة زغيب خلال احتفالية التوقيع
كلمة د. زينة زغيب في تقديم الاحتفال :
وكانت مقدمة الحفل الدكتورة زينة زغيب قد القت كلمة في بداية احتفالية التوقيع قالت فيها :
يصادفُ الثالثَ عشَرَ من شهر نيسانَ تاريخًا مرًّا طُبِع في ذاكرة اللبنانيّين وباتوا بعده يبحثون عن الأنا ولا يجدونها إلاّ في الذاكرة… ولعلّ الصدفةَ قد فرضَت نفسها في هذه المناسبة، البعيدةِ كلِّ البعد عن سابقتها، فهي وجهٌ من الآمال التي نبغيها أن تكون دائمًا. اليوم، حفلُ توقيع رواية “ذاكرة الأنا” راسمةً خطاها محلّقةً لتستوطن ذاكرة التاريخ.
للقيل والقال قدسيّةٌ في مجتمعنا العربيّ عمومًا واللّبنانيّ المحافظ خصوصًا. تستوقفُنا فيه أهمّيّةُ السمعةِ، فعلى المرء أن يترفّع عن الصغائر ويتحلّى بأخلاق مثاليّة. غريبةٌ هي تربيتُنا، تجعلُنا نفقهُ جوهرَ الآخرين، نحفظ عن ظهر قلب مكنوناتهم، من دون معرفة رغباتنا وأذواقنا. وبعد التيهِ، نجد أنفسنا في حاضر مجهول تُوزّع فيه ابتسامات على الملأ، بينما تَطعن صرخاتٌ مدوّية بواطنَه، وتهيمُ النفوس عطشى للحرّيّة فلا تجدها، وللاستقلاليّة فلا تسمع عنها خبرًا، وفي نهاية الصراع يخترقُ صوتٌ عبابَ المدى فيقول: ” من أنا؟ ” وأين أنا؟ ولم أنا هنا؟ وهل هذه هي النسخة التي نويت أن أصيرها؟ من ثمّ يدور في تخبّطاته، فاتحًا أسنان الذاكرة على مصراعيها، تارةً تدحرجه وطورًا تسمو به، إنّما في كلتا الحالين تترك الأسنانُ أثرَها ندوبًا لم ينجحْ زمنٌ في محوِها…
لا شكّ أنّ ما عاشته هدى في رواية ذاكرة الأنا، إسقاطٌ مباشَر لحال معظم النساء في الشرق وانتفاضةٌ على واقع مكبِّل ومكبَّل. يحضرُني قولٌ لشاعر النيل حافظ ابراهيم ” الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعبًا طيّب الأعراق”. أوليستِ الأمّ من يربّي ويصقل؟ ومن يرسّخُ المعتقداتِ في عقول البنين ويبرمجُ تطلّعاتِ البنات؟ في هذه الرواية عانت “هدى” صراعًا بين المحرّمات والقيم وحياتها الهاربة نُصب عينيها، بين زوج لا مبالٍ، غائب حتّى في حضوره، وقلب نابض خيالاً مخترقًا رتابةَ المصير.
في خضمّ أحداث الرواية، تعترضنا غيرُ جدليّة: العاطفة والمال، الحبّ والزواج، الوفاء والخيانة، التضحية والتحرّر، الطائفيّة والوطنيّة، الواقع والخيال وغيرها. فيصلنا وجعٌ مكبوت، حسرةٌ على ماضٍ لن يعودَ ومستقبلٍ غيرِ منظور. أخذت سوسن بعواطفنا ومرّرتها أنفاقَ الأرواح، وتركتْنا مسمَّرين على مصاطب أفئدتنا ننوحُ بأثقالنا التي وجدناها، لا محال، في شخصيّة من الشخصيّات.
روايةٌ واقعيّةٌ اجتماعيّةٌ تجسّدُ واقعَ مجتمعٍ تموت أسرُه في بيوتها وتدفن أمام أعين أصحابها، تُحنّط في الصالونات وتُزهر في الظلمات. أسرٌ تتفكّك ولا تملك الجَرأة للهروب من سجنها، ولغير سبب. أمّ تُفني عمرها لتربية أولادها، تكملُ مرغَمةً خاضعةً لقانون أهلها وبيئتها، فتجد القدرَ يجبرُها على تصديرهم طلبًا للعِلْم أو العمل أو العَلَم، أما الطوائفُ والأديانُ والسياسةُ ومصالحُها تقتضي بقاءَها ولو على حساب الوطن والمواطنين؟
هذا الإنسانُ ولد في أسرة لم يخترها، حمل موروثات أثقلت منكبيه، ولم يشمخ إلاّ بتحرّره منها. فكيف ننشأ في بيئة سليمة طالما أنّنا لا نزال نجد في بكاء الرجل مهانة، وفي قيامه بالأعمال المنزليّة نقصًا في الرجولة، وفي تحرّر المرأة مساسًا بالشرف. مجتمع يعرف أنّ ابنته تعاني فيتجاهل الأمر خوفًا من كلام الناس، ويرى ابنه يخطئ ويبطش فيفرح بصلابته، مجتمع مدمَّر في الصميم ولكنّه مبدعٌ في العلن. نعم نحن شعب فنّان وكاتب ومخترع ومثقّف وثائر في الوقت عينه، ولكنّ عقدتنا هي السمعة.
وبعد كلام المحاضرين، ختمت بالقول:
نلحظ في التربية الحديثة وعيًا لافتًا في نشر التوعية من أجل الاهتمام بالصحّة النفسيّة والتركيز على ما يرضي الفرد، فهل سيصل الجيل الجديد إلى رمي أوزار الماضي والتشبّث بأناه؟ أاستقلاليّة الأفراد وحرّيتهم المطلقة حلّ لمشاكلهم أم مساهمة في تفكّك الأسر؟ وما هو الأفضل: البقاء والتحمّل وإلغاء الأنا أم الرحيل وانتشال النفس قبل أن تنسى في ذاكرة الأنا؟
وفي ختام الاحتفالية , قدم الوزير المرتضى للكاتبة سوسن الرماح شهادة من وزارة الثقافة تقديرا لجهودها في إغناء الثقافة اللبنانية.
الكاتبة سوسن الرمّاح تتسلم الشهادة التقديرية من وزير الثقافة القاضي المرتضى
الكاتبة سوسن الرمّاح توقّع كتابها للاعلامي كميل العبد الله
الزميل محمد عمرو في مقدمة الحضور
الشهادة التقديرية للكاتبة سوسن الرماح
غلاف الكتاب
الاعلامية سارة مطر تلقي كلمة في حفل التوقيع
د. عماد فغالي بين الشاعرة تمارا الديب وزوجها خلال الحفل
د. محمد اقبال حرب بين الأديب عماد فغالي والسيد جهاد شميط .
مع الفنان عاطف العلم
مع الشاعر مصطفى سبيتي
مع الشاعر محمود هزيمة
صورة تذكارية ضمت من اليمين : د. زينة زغيب , د. عماد فغالي . الكاتبة سوسن الرماح , الاعلامية سارة مطر والشاعر الدكتور الياس زغيب .