لغريب لم ألتقِه يوماً..
بقلم: أريج محمود نكد
-×-×-×-×-
لم أُدرك البارحة .. عندما كُنت أُعد بيتي ونفسي لحبيب وعدته بالكثير، وتركت له متسعاً في زوايا منزلي الصغير..
أن يسكنني اليوم غريبٌ لم ألتقِه يوماً.. يَعدُني بحقول أقحوان وفضاءات لا تحدها إلا الحقيقة .
يداي على جبينك وقلبي معك..
سلبتَ كل الزوايا والمساحاتِ.. أدركوك قبل أن أراك، وأحسوا وجودك في أرجاء منزلي قبل أن اشعر.
لم ألتقِ بك صدفة.. أعد الكون لي موعداً مع من أيقظ الطفل الغافي على حافة الحياة، يستجدي كسرةَ حبٍ ولحظاتِ فرحٍ سرقتها مني السنين. هي ذاتها ولكنني لم ألحظها يوماً: سهول شاسعة وجبال ومنحدرات، أودية وينابيع عذبة وورود تزهر من مياهك الجوفية.
سماؤك تملؤها الغيوم، أرضك خصبة رغم مواسمك المتعاقبة.
هل أنا من جئت متأخرة أم أنت من بدأت باكراً؟
عقارب وقتي تلتهم الزمن بلا فائدة.. قدماي لم تلمسا الأرض.. تشبثت بذيول زمن لم يكن زماني وحياة لم تكن ملكي، زرعت فيها بذوري.. لم تنبت إلاّ أنا بلا زمان أو مكان.
استعجلت الرجوع إلى كهفك القديم، أشبعك الظلام، أغراك السبات..
لم تعطِ للقدرِ فرصة.
إن لم أكن كهفك فلن أكون سماءك.. لن تحتاج لأجنحة بعد الآن
عُد سيراً أو زحفاً لايهم؛ فالأشياء في الظلام ذاتها يميزها العدد: واحداً وحيداً أو اثنين معاً.
لم تنتظر حتى بزوغ الشمس لتنضج حبات الحنطة ويزهر الأقحوان، التهمت أعشاب صباحاتي الدافئة.. لم تترك إلا رياح تتخبط في فنجانيّ قهوة لم تُعَّد أصلاً
ووجع حنينٍ وانتظار.
هناك جلستُ أرقبُ القادمين.. أعددتُ نفسي وبقايا روحي، وانتظرتْ ثوبي الجديد بَهت.. وعيوني عندما قالت لي لا تهدري وقتك هنا!
ابتسمتْ.. ما كان من وقت قبل الانتظار ولا طريق إلا من هنا.
غداً موسم الحصاد.. سأجمع ضوء الشمس لأنير دربك المظلم وقلب.. وسنكتفي بما لدينا ليزهر موسمنا القادم..
إلى اللقاء…