أمخبش حقي ..قصيدة شعبية باللهجة التهامية اليمنية
بقلم الكاتب والمخرج اليمني حميد عقبي
-×-×-×-×-×-
تعرفت عليه في ليلو باردو وعاصفو
دعيته لمبيت وقربت له ويسكي ومزه
وأشتريت شجاره ولف لي من الحشيش معه
سهرنا وضحكنا وهبيت له الذي في نفسه هزه
وصار صديقي أمقرب والقريب
وزارني وزرته وصار له في قلبي معزه
وألف ليلة وليله نهبش من أملذه
وكل ليله أمخبش حقي نهب أنا وهو نقزه ونقزه
من ذلك أمصدر عمبرتو ومن أمخدود
عسلوا علبو أغرف أنا وهو يوشوش في أذني همزه
يهمس لي ويتغانج ونزيد نقلب أمليل نهارو
وظنيت أنا أمعشق أستقر في قلبه وحسه رزه
كذب عليه وباك في يوم كان مصيفو
أمقلب صار مبتوكو بعد ما جرحه وعصره ومزه
وهذه مسنين تروح وتبوك
وأنا منتظر وأقول وا محبيب هذا مقليب رجع بُزه.
توضيحات
القصيدة ربما تكون حكاية عاطفية كعشرات بل مئات الحكايات التي نجدها في أغلب القصائد التهامية بكل أصنافها وألوانه
هنا تقول القصيدة أن الشاعر أو بطل الحكاية تعرف عليه وهنا التذكير بقصد المؤنث ويستمر خطاب العشيقة بالمذكر كعادة الأف النماذج من الشعر الشعبي التهامي مخاطبة ووصف العشيقة بصفة مذكر.
تعرفت عليه في ليلو باردو وعاصفو
دعيته لمبيت وقربت له ويسكي ومزه
ربما يكون المعنى واضحا أي تعرف عليها ليل بارد وعاصف ثم دعاها إلى البيت وقدم لها مشروب ويسكي ومزة أي مقبلات.
وأشتريت شجاره ولف لي من الحشيش معه
سهرنا وضحكنا وهبيت له الذي في نفسه هزه
أي أشتريت سجائر وباللهجة التهامية المفرد قد يشير للجمع ببعض الأحيان وتنطق السيجارة أحيانا سيجارة أو شجارة وحتى في المناطق الجبلية بعضهم ينطق السيجارة شيجارة أو شجارة ولف لي من الحشيش الذي معها والبيت الثاني سهر وضحك ثم وهب لها الذي في نفسها..المعنى يظل مفتوحا لتخيلات كثيرة ومتعددة وربما اشارة جنسية وكلمة هزه أي جعلته يهتز وفي الشعر التهامي نجد حساسية وقوة وموسيقى الكلمة الأخيرة بكل بيت وتكون فاتحة الأبواب لمخيالات نشطة وهي تريد متلقيا مشارك في التلقي والتفسير والتحليل والاضافة والحذف كل على حسب فهمه وقدراته.
وصار صديقي أمقرب والقريب
وزارني وزرته وصار له في قلبي معزه
ربما هذا البيت واضحا لا يحمل مفردات محلية وأمقرب أي مقرب وقد تأتي تأكيدات أكثر لحساسية الموقف أو لرسم الصورة والمشهد حث مقر والقريب ونجد أحيانا تستخدم ال التعريف العادية كما في الفصحى وأحيانا تستخدم أم .
وألف ليلة وليله نهبش من أملذه
وكل ليله أمخبش حقي نهب أنا وهو نقزه ونقزه
ربما واضح هنا الجزء الأول من البيت وفي البيت يوضح وكل ليلة صار الخبش حقه والخبش هو الجمل الصغير أي الشاب ولا تعني الجمل الصغير جدا، الخبش الجمل الذي يبدأ يجري وكأنه الجمل قبل البلوغ أو بداية بلوغه، نهب أي نعمل ونفعل أنا وهو نقزه ونقزه أي عدة نقزات والنقز أي القفز وربما أيضا قد يتلقاها البعض كأشارات جنسية ساخنة.
من ذلك أمصدر عمبرتو ومن أمخدود
عسلوا علبو أغرف أنا وهو يوشوش في أذني همزه
بالصدر العمبروت أي فاكهة الكمثرى ولعل وصف الصدر والخدود والجسد بأي قصيدة تهامية يتضح أن الآخر أو الشخصية التي يصفها ويحاورها الشاعر أنثى ويستمر عسل علب وهو أجود أنواع العسل اليمني ويبدو المشهد ساخنا ـ أغرغ أنا ووشوشه وهمزه قد تكون لضرورة الإيقاع وكأنها ضربة أو شيء اخر قد يصل للمتلقي.
يهمس لي ويتغانج ونزيد نقلب أمليل نهارو
وظنيت أنا أمعشق أستقر في قلبه وحسه رزه
همس وغنج وينقلب الليل نهار بحيث ظن العاشق أن العشق صار في قلبها وحسها ـ رزه أي وضعه.
كذب عليه وباك في يوم كان مصيفو
أمقلب صار مبتوكو بعد ما جرحه وعصره ومزه
تحدث الأنقلابات قبل نهاية القصيدة وهناك قصائد طويلة جدا تحكي حبا وعشقا كبيرا كأنها جزء من الألياذة وكأنها روميو وجوليت حيث تتعدد الشخصيات والحوادث والأزمنة وأحيانا تكون مختصرة كومضة.
القلب صار منكسر بعد الجرح والعصر ومزه هنا أي عصره بقوة للشي المبلول نقول مزّ الملابس بيده أو المزازه أي نشافه الملابس .
وهذه مسنين تروح وتبوك
وأنا منتظر وأقول وا محبيب هذا مقليب رجع بُزه.
يخاطب حبيبته بأن السنوات تذهب وتبوك أيضا تعني تذهب وتنصرم وهو منظر ويقول للحبيبه هذا القليب تصغير لكلمة قلب تعال وأرجع وبزه أي خذه.
دائما ما نجد في الشعر الشعبي الرومانسي قصص حب فاشلة ولكننا قد نلاحظ أن نافذة الأمل مع ذلك تظل مفتوحة.
المخرج والشاعر والفنان التشكيلي حميد عقبي