“ملعقة ملح الحريّة”
قصيدة الإميرة الشاعرة د. منى رسلان *
-×-×-×-×-×-
تخطو أقدامنا في عباب العمر
تارة نروح
ثم نعود،
دوماً نعود
وأقدارنا تلازم فجوة الآهات
وانعتاق مجد يتلحّف المخيّلة.
وعزائمنا تورق صبوةَ راع خفير،
ما فتئ
يغزل
من الشمس معولاً للحرية.
***
تسرد الدقائق المتهاوية بتيه الزمان،
قصصاً للعجائز،
وكرومنا الصفراء تتمختر بهيئة صبية،
هي
تلك الوجنات الخفّارات المُتَهَلِّلات
هي
تلك الجنيات تُحيل الضياء
قوتاً شتوياً
وانعتاقاً تمتشق منازلنا،
المثقلات بطيب الوجد
والذكريات.
***
وأنتَ
أيها الذليل،
المُسيّج بوهمك تاريخي
الصدئ، المنكود بعفن جيفك وأزيز صديدك؛
اِئْتَكَلَتكَ الدِّيدَانُ…
وحدنا،
نقارع
نبضُ التراب العائد مِنّا – إلينا
حينما يلاقي الرّدى
والرّاح يسفّ هوج الرياح الشغوفة،
ونحن الذين
نعجن من الضفاف المتهلهلات أمالنا،
ونخطُّ بحجرنا أغنية، وكوفيّة؛
تصدح في لِحاظنا العطشى،
لوجد يتمايل بحنو
ويطفو
فوق أكفاننا.
هي شباكُنا
تُرعبُك،
هي وريقات الندى فينا تُغضبكَ،
هي زيتونتي المقدسيّة؛
وقبضة عُمر النصال
تفُجُّك .
هي
عُمْرُ الفتيّ منا
يباطحك في الفلوات،
هي
صدورنا العاريات،
قمح ساحات الوغى
وجيد القضية،
تسحقُكَ.
هي
مروءة قصصنا الغائرة في لُجّة المبتدأ،
فجراً معتمراً؛
والنرجس الأبيض المتلألئ في الروابي الحيفاء، ضَوْؤها
انعكاس
قتلانا
شيوخنا
أطفالنا
عجائزنا
نساءنا
فتوة صقورنا
وعلى ضَرْبَات مِعاولنا
يُقبِل الصُبح نشطاً
منذ
سنين
**
يتمرّد دمنا المشرقيُّ
فتفيض صفصافة الزمن
شذى
أرواحنا الولهى
وننسج من خيوط دمنا
برداً للسواقي،
وقُبلاً للحفافي
ونُسيمة وُريقات تتلوّن مع كل فصل،
غازلةّ من صبوة هِممنا
ملحاً للحرية.
*(أستاذة النقد الأدبيّ المُعاصر والمنهجيَّة في الجامعة اللبنانيَّة- كليَّة الآداب والعلوم الإنسانيَّة_ الفرع الأوَّل)
الأميرة د. منى رسلان