كتب د. بسّام بلّان :
حسب مصادر مؤكدة:
حربٌ كونيّةٌ كبرى ستشتعلُ بداية العام الجديد؟!
-×-×-×-×-
حربٌ عالميةٌ كبرى على الأبواب ستقدح شرارتها خلال أيام.. وستعم كوكب الأرض كله، من الولايات المتحدة غرباً وحتى الصين شرقاً، مروراً بأوروبا وآسيا وأفريقيا.
هذا ليس تحيليلاً سياسياً أوعسكرياً وليس تنجيماً أوتوقعات فلكية، هي حرب ليست مرهونة بمنظومة الباتريوت أو “الأس 400”.. ولا بالرؤوس النووية أوطائرات الشبح و”الأف 35″ أو السوخوي أوالهافال.. وليست متعلّقة بالغواصات أوكاسحات الألغام البحرية أوناقلات النفط وأنابيب الغاز.
لا علاقة لها بالحرب الروسية الأوكرانية أوالأزمة الأوروبية أوحساسية العلاقة بين الصين وتايوان، ولن يكون لكوريا الشمالية أي علاقة بإشعال فتيلها، ولا تخلّي اليابان عن استراتيجيتها السلمية وخولها ميدان سباق التسلّح، ولن يُشعلها الفكر المتطرف أوالايديولوجيات المنغلقة ولا الليبراليون.. أوبارونات المخدرات.
هي حرب ضروس ستنطلق شرارتها منتصف ليل 31-12-2022، عندما يعلن العالم أفول عام مضى وقدوم عام جديد.. ومنذ أول لحظة للعام الجديد ستنطلق هذه الحرب من كل الاتجاهات إلى كل الاتجاهات، بين الدول بعضها ببعض وحروب أهلية في الدولة الواحدة، ولن تنطفئ نيرانها طيلة العام، قبل أن تتجدد في نفس الموعد.
شرارة هذه الحرب ستبدأ من جمهورية “كيريباتي” الواقعة في المحيط الهادئ وخلال دقائق أوساعات ستصل الى الولايات المتحدة وبالتحديد “ساموا” و”جزيرة الميداوي”، وستعم العالم أجمع بين نقطة البداية وخط النهاية.
هذه الحرب هي حرب “طاقيّة” جنودها سكان الأرض كلهم كبيرهم وصغيرهم، هي حرب الأمنيات الجميلة للعام الجديد ودعوات بأن تكون أيام العام الجديد خيراً وسلاماً على صاحب الفم واللسان الذي يطلقها وصاحب القلب الذي يتمناها، مهما كان عمره أومركزه أودرجة تعليمه أوثروته أوقوميته أودينه أومذهبه.
لاتستعجلوا إطلاق الأحكام على ما أقول؛ فمن فضلكم أكملوا للنهاية.
في دعوات وأمنيات العام الجديد سنشهد حرباً طاحنة بين الناس، وإليكم وقائعها:
الفقير سيتضرع لربه أن يتغير حاله ويشهد إنفراجاً بعد أن جفت سواقيه وجففت معها شرايينه، وفي دعواته وأمنياته هذه يعني أن يتغير حال الأثرياء ويخسرون بعضاً من ثرواتهم لتصل هذه الخسائر اليه فينال مُراده.. وفي هذه الحرب سيتضرع الثري لربه أن يزيده أكثر وستكون أمنياته مُركّزة على كسب المزيد ليصبح ملياره مليارين والمليون إثنين؛ إنها حربٌ طاقيّة بين الأغنياء والفقراء الرابح فيها سيكون بخسارة الآخر. فالفقير يحارب لخسارة الثري والثري يحارب لإزدياد عدد الفقراء وإتساع مساحة فقرهم، من مبدأ أن الثروة في العالم لم تتغير ولكن الذي يتغير دوماً هو توزّعها بين الناس.
الديكتاتور سيتضرع لربه أن تدوم النِعَم عليه، وبذلك يحارب لتزداد أكثر مظلومية المظلومين ويتفاقم بؤس المقهورين، الذين سيحاربون أيضاً لتغيير حالهم، والإستنجاد بالدعاء لربهم وكلّ قواهم الحيّة للتخلص من الديكتاتور، وهذه حرب أهلية واقليمية ودولية بآن واحد.
اللصوص وقُطاع الطرق سيدعون ربهم أن يديم عليهم نعمة الفلتان الأمني والأخلاقي، والمتضررون سيدعون ويتمنون أن يسود الأمن والأمان لينعموا بحياتهم وسلامهم.. وفي ذلك حرب شرسة بين خُلقين ومبدئين وانتصار واحد يعني اندحار الآخر وخروجه من المشهد يلملم أذيال هزيمته.
تجار الحروب والأزمات سيحاربون بالتضرع والدعاء لتدوم عليهم هذه النعمة وتتعقد الأزمات أكثر.. ودافعو ضريبة الأزمة سيتمنون نهايتها بعدما لم يعد ليدهم ما يدفعونه من مستحقات لها.. وخسارة هذا تعني اندحار ذاك في حرب مستمرة منذ مئات السنين وستبقى قائمة بلا هوادة أو هدنة.
هذه الحرب التي وقودها أعمار الناس وحياة الأجيال، هي أيضاً بين التاجر والمستهلك، وبين الحداثة وما قبلها.. بين الجديد والقديم والمتجدد، ولن تقف عند حدود أبداً. تماماً مثلما هي حرب طاقيّة بين البشر والطبيعة التي إستُنزفت حتى شارفت على الإفلاس والتصحر وإنقراض مخلوقات وأجناس فضلاً عن إنزياح الجبال والبحار وبالتالي إنعدام الحياة.
الحرب التي ستنطلق شرارتها بعد أيام، هي حرب “طاقات” متنافرة متعاكسة بكل ما للكلمة من معنى، طاقات من الخطأ القاتل الاستهتار بها أوالتعامل معها بسذاجة. هي حرب الخير “لي” والشر “لك” بأي موقع كنت، وبأي عمر ولأي جنس تنتمي، والكوكب ومن ثم الكون عندما تتعاكس طاقاته بهذه الحدّة، مصيره المحتوم مزيد من الاختلال وكثير من القلق والخوف والرعب.
حرب الطاقات هذه تتجازو الشعارات المُعلنة والتعاليم السماوية المختلفة، التي يلتف الناس فيما بينهم على المجاهرة بها، بينما يبطنون عكسها تماماً.. هي حرب مستمرة منذ أول لحظة خرج بها الانسان من الكهف باحثاً عن نفسه وعظمته وساعياً الى إثباتهما بأي ثمن.
إنها حرب العام الجديد بأمنيات قديمة متجددة ورحىً لم تتوقف ولن تتوقف يوماً عن الدوران.
فكل عام وحروبكم بخير..
الكاتب د. بسّام بلّان