أناي الجزء الحادي عشر
مُواساة …
أسدَلَتِ السِّتارة واحتَجَبَت عنّي وكأنّني أتطَفَّلُ عليها . حجبَت عينَيها …
امرأةٌ ممتلئة الجِسم ، لها تصفيفةُ شعرٍ فريدة ، وثيابها رقيقةً نوعاً ما ، تكشف عن بعض مفاتِنِها …
ابتَسَمت ابتسامةً متكلِّفَةً كمَن يُضمِرُ شيئاً ثم قالت بصوت خافِت : أحاول جاهدة أن أُجمِّل وجهي ولكن دون جَدوى . هل يمكنك مساعدتي ؟
رمقتني بصورة خاطفة قبل أن أجيب . نظرة ليست كنَظَرات النِّساء وكأنها تُمعِنُ التَّفكير أو تتهيأ لطلبٍ آخر …
ثم وقفَت واستدارت مبتعدة عن النّافذة التي كانت تتوارى خلف سِتارِها . كانت تفاصيلها جميلة ، عينان واسعتان ، أنف دقيق فمٌ غَضٌّ ولكن النّمش كان يملأُ وجهها …
راقبتُها في تراخٍ وهي تقترب مني . لم أكن أعلم ماذا أفعل وما هو الذي تريد تجميله …
ألفَيتُني للحظةٍ أنظر إليها بعين الإعجاب ، فهي لم تكن قبيحة أبداً . رأيتُني أُغبِطُها لِقلقِها وهمِّها الذي يختلف اختلافاً واضحاً عن ما أحمِلُهُ من هُموم …
تنبَّهت أذُنَيّ لصوتٍ مألوف ، خطوتُ نحوَها مُحاولة تحذيرَها من ذاتها . كُلّما حاولت أن أمسك يدها كانت تنفر مني وتبتَعِدُ عنّي أكثر و أكثر …
كان هناك تشابُهاً كبيراً بينَنا . حاولت قراءة ذاك الصّمت القابع في عينيها ، لكنَّني لم أقدر . لم أكن بحالة مزاجيَّة تسمح لي بالقراءة . فأنا أتغيَّر أيضاً …
همَسَت : ” الحُلِيّ تبقى حيث نضعها لكن القلب يضمحل وتجف ماؤه” …
يااااااه .. لماذا اختارَتني أنا ؟ .. كيف وجدَتني ؟ .. أيُعقلُ أن تكون هي ؟ .. نصفي الآخر ؟ .. ألم تعِدني بأن تبقى خَفِيَّةً ؟ …
لأوَّل مرة أحسَستُ بأنَّها فعلاً تحتاجُ المساعدة فهي تشبهني، جُرحُنا واحد ولا نعلم متى يلتئِم ويعود إلى القلب النّبض …
واسَيتُ نفسي قائلةً لها : “أنفضي عنك غبار السِّنين ولا بُدّ لشمسِك أن تَشرِق ولا بُدّ لقلبك أن يُزهِرَ من جديد ” …
تحوَّلَت صورتها أمامي إلى شظايا متناثرة لسببٍ غير واضح ، واختفَت إلى حين …
( جمانة السبلاني )
جاءنا تعليق الكاتب حامد الشماميس عن هذا الحزء , وفيه :
اناك التي تشكلت على زجاج النافذه وتوارت عنه لتحل محلها ستارة…
هي لم تتلاشى… لا لا..
هي انكفأت لتعيد تموضعها الطبيعي في ثناياك…
هي حاولت أن تكون مستقلة للحظات عنك كشخصية مستقلة متكامله بعناصر جديدة ولكن دون طائل… لن يتسنى لها ذلك فهي معجونة بك متماهية بتوأمها الذي هو ليس سواك… هو أنت…
بكل الأحوال من يستطيع أن ينفصل عن ذاته بأنا جديده ولو للحظات على زجاج نافذة أو على صفحة ماء بركة.. أو في سماء ما… لعمري هو شخص استثنائي ومبدع… لأن له ملكة ابداع فريدة ونادره…
هو الوحيد الذي يملك مقدرة المواجهة مع الذات ومشاكستها…
بلغي احترامي لذاتك الاخرى… لصنوك الجميل واحترامي لطاقتك الخلاقه…
ألف شكر للصديق حامد الشماميس للمتابعة الرّاقية …
ألف شكر للصديق حامد الشماميس للمتابعة الرّاقية …
كما أنت دائماً تقرأ ما بين السطور …
أجمل بالأمل في العبارات التي تحمل برد اليقين، فينساب معينه في رواق القلب.. تلك العبارة أنفض عنك غبار السنين .. الخ