” ضياءُ الوليد “
قصيدة للأميرة د. منى رسلان *
الأميرة د. منى رسلان
-×-×-×-×-×-
طيفكُ المسحورُ
تحتضنهُ غُربتي،
ولميس نديّ الغِوى
نبضُ بيت جدي، شمسُ الرُضب
يتلحّفُ صقيعَ الشمال ، ولهفةَ ظلالِ الوجد
يناجيكَ والتُقى
فلتعبر منكَ قصيدتي نحو دفءِ المُدن.
***
رقراقٌ هو الوجعُ
وضّاحٌ ،
يتثاءبُ كـ ضجر حَبي أرصفةٍ ،
تنتقي حكايا
حكايا
التَحابِّ
فــ تلملمُ الخُطى شِقَاق
الأزقةِ النرديةِ
الصفراويةِ
المخضوضرةِ تلاوينها،
وتغفو في حُجْرِ ذكرياتي،
صَبْوةً في عين الوليد ، برّاقةَ السَّنا..
***
رقراقٌ هو الوله ينبلجُ ،
وشوارعكَ المكفهرّة، تستلُّ من نورِ الشرقِ
طيوبَ الأنْجُمِ.
وشوارعكَ الجميلةُ، المتراخية
ضيّعها صخبُ المقاهي،
وحفيفُ أخبارٍ متهالكات … تُراقُ،
وتذريها خطوات المحاجر .
وكالمُتسلّل تسرقُ من لحظي
بُرهةً
و
تنسلُ ..
وتغور فيكَ شذراتي، بتواطؤٍ خفي …
***
كالأحلامِ أنتَ، كالطيفِ هي ، كالألوهةِ هو المطر،
ومن ذُرى زخّاتِهِ
يتفجّرُ دمي
أقحوانةً خريفيّةً؛
وشبابيكُ الديار المتآكلةِ، النرجسيّةِ،
ترتشفُ من الترائبِ رحيقاً كونياً،
تغزلهُ
لُباساً لخاشعٍ صبور.
هو الصوفيُّ وهي سكينتُه
هو المُتعبّدُ وهي مدينتُه ،
هو الأزليُّ وهي أبديتُه،
وها إنَّ أحزانَه تترجّلُ ..
بعزةٍ .. في السكونِ .. في المدى.
ويتناثر ُالألمُ مُلتاعاً .. غريباّ.. وحيداً.. بعيداً عنه.
***
آهٍ منكِ،
آه منكَ … تزهو فيكَ الشُهبُ
ومن نورِ دُجاكَ يُنْسجُ اللُّطف.
**
آهٍ منكَ،
فـ هذي الحروفُ تُلملِمُ خيباتِها وتنتشي.
والنوارسُ تُراقِصُ قناديل تكحّلت بطيفٍ من لَظًى وشتاءِ.
***
يا موطئ الحُب،
يقارعُ التراب فيها صوت الهُدى القاني
فوق قبري ..
وقلبي المُشلّعُ هناكَ بين الرحيلِ والانكفاءِ، يئنُّ :
سوّرني،
دثّرني،
أحبّني،
وأعد إليَّ تلألؤ قصصي الطفوليَّة ، صدى ،
عن مدينةٍ ولدتكَ بالضياء.
ومن رحمِ الآهاتِ،
تستقي من راحتيكَ مواعيدَ لقاء.
بلسماً للعروبة والحُريّة ،
نسيماً للضَنى البهّاء.
***
يا موطنَ القلبِ،
أتخيّلُكَ
تُرابضُ على كتفِ الصوّانِ،
ومن عليائكَ
تُشرقُ حُسناً، تنبلجُ خفراً
وهّاجاً.
***
يا أنشودةَ أحلامِ الصفاء، تنسُجُها أهازيجُنا
مِسكاً مُعتّقاً في خوابي الشرايين.
وليل السُرَى كــ غُربةُ الثريا، يُكابد، يُفاخرُ..
واللحظُ فيك يستوطنُ حضنَ ضيائي…
***
يا سخيّ الحيا ،
يا فتنةَ وِدِّنا ،
يا جذوة عيشنا ،
وصهيلَ عنفواننا،
و أشرعةَ أرواحنا الطوّافة ،
تُعانقُ سنونوةَ شطآننا ،
المجبولة بطيني الزهري،
المُتعمشق بــ هَبْوَةِ تاريخي…
لــ يبتسم القمر..؟!
* ( الأميرة د. منى رسلان هي أُستَاذةُ النَّقْد الأَدَبِيّ المعاصر والمنهجيَّة
فِي كليَّة الآدابِ والعُلومِ الإنسانيَّة
في الجامعة اللبنانيَّة )
الأميرة د. منى رسلان
أختي الحبيبة
شهادتي مجروحة فيكِ ، لقد أفرحتي قلب والدتنا الحبيبة رحمة الله عليها ،
أتمنى لك النجاح الدائم حبيبة قلبي أُختي الحنونه،
أحبك