فسحة :
تناقلتني الحياة ألواناً
من أبيضها حتى عتمتها
فما منحتني الشمسُ لونَ كُركُمها
و لا وهبتني العصافيرُ لونَ زغاريدها
سكبتْ شقائقُ النعمان على أعناقها
صمتاً ولوداً
فما أغنتْ خصوبتي
ولا عانقتْ مقاييس جسدي
أما السروة اليتيمة على مفترق الدروب
حينَ نهضتْ شامخةً تشدُّ على بختي
ما أسندتْ روحَها حتى تقيمَ صرحي
و تلك المغارة التي أغوتْ شفيفَ خطوي
لم تسمح لي بوحدتي
سحقتني غباراً و نثرتني
فارتختْ جفوني على مقالع جبلها
طالتْ مواقيتي
فهذي الريح قد مزقتْ قميصي
و أسقطتْ أوراقي
فلونتْ ملامحَ المرج
و تلك الغيبوبة
خلطتْ الماء بالسماء
فما مازت إحداهما عن لون روحي
لهثتُ خلف ظلي
و نجوتُ بي
فهل ستتلوني العتمةُ أغنيةَ قمرٍ خجول
يرشق نافذةَ صبيةٍ شهية
تحمل اسماً بلون الزهور ؟!!!