إيطاليا – خاص ” ميزان الزمان” الأدبي :
بقلم الإعلامية والكاتبة : دلال قنديل
شاهدت بعيني ورأيت ببصيرتي تاركة للخيال نشوة التلاعب بي. في تلك القاعات العابقة بالتاريخ الوهم البصري للمكعب والدائرة والمثلث واللا شكل يتماوج ليتوالد أشكالاً داخل الهيكل ليصبح أكثر إثارة للدهشة .
العتمة والظل والضؤ لعبة ثلاثية الابعاد، لعبة البصر والعين بوابة البصيرة، تتلاعب بافكارنا وترينا ما يفتح ظلالاً وخيالات تخطفنا من الواقعية وترمينا في الاوهام ، فكيف إذا كان الوهم جمالاً ،جذاباً، وساحراً؟
هل ينجو الفن من تخريب التكنولوجيا لسحر الإبداع باللون والظل والبصر وهل يتكاملان أم أن واحداً يطغى على الآخر؟
المساحات الملونة تلهو بالأسود والابيض بأشكال هندسية تخطف النظر لا بل تطوعه .يكاد الناظر لتلك الاشكال باتساعها وتلاشيها أن يفقد إدراكه او يفقد السيطرة على عقله المأخوذ للتشكيل الضخم بإنبهار المتلقي .
” لعبة العين”
تطويع للرؤية لاخذها الى اللامحدود. تذويب الإطار في لعبة إندماج الكل. لعبة ثلاثية الأبعاد في تجريد اللون من احاديتةٍ إختارتها جامعة ” بادوفا ” هذا العام لإحياء ذكرى تأسيسها عام 1222 وهي ثاني أقدم وأهم جامعة في البلاد مع وصول مجموعة من الأكاديميين والطلاب من مدينة بولونيا الايطالية إلى بادوفا .
يتم عرض أكثر من 400 قطعة بما في ذلك الأعمال الفنية والأدوات العلمية والصور الفوتوغرافية والكتب وأغراض التصميم في المبنى الرئيسي لقصر ديل مونتي .
Palazzo del Monte
تستضيف الحديقة النباتية وقصر ديل بو أيضًا بعض التركيبات المتعلقة بالمعرض ، مما يؤكد على طبيعة مدينة بادوفا كمتحف واسع الانتشار.
النسخة الملونة تكرر نفس الصورة على الأسطح الثلاثة ، ويتم توضيحها من خلال استخدام لونين أساسيين وآخر ثانوي بإندماج فريد، يدخل الضوء ويخرج بلمحة وتأخذنا المتاهة للصورة لنحط أمام تشكيل متوالد وترمينا كجزء من المشهدية الكل.
ذرات اللون تتجمع وتتناثر كالحلم , ترش رذاذاً وتلمه تكعيبات وأشكال مجنونة ولوحات مرت عليها العصور خلقها الوهم بصورة التقاطع بين الذاكرة والحداثة.
ترقق العين ذاكرة الإدراك تطوعها لجمالية الابعاد والتلاوين وسحر التلاشي في فضاء اللعب .
متحف التكنولوجيا البصرية فتح ابوابه ككل اول احد من الشهر مجاناً للزوار ،
ويستمر حتى السادس والعشرين من شباط 2023.
دلال قنديل إيطاليا.
الكاتبة دلال قنديل