مقتطفات من زاوية ” عجب ” للكاتب يوسف رقة التي نشرها على فيسبوك خلال شهر تشرين ثاني 2017 :
-×-×-×-×-
زاوية عجب !!!
حديقة الصنائع ( الأحد 5/ 11/ 2017 )
… حملت حماتي أغراضها مسرعة وامتطت على ظهرها حقيبة بداخلها ” لاب توب ” .. فتحت الباب وخرجت دون اي كلام .. إلى أين أنت ذاهبة من غير شر ؟؟؟
أجابت من طرف اللسان ” الى حديقة الصنائع ” .
…الله كم تحب حماتي الطبيعة وتحب الحياة , وقبل أن تمضي في رحلتها ودعتها بالقول :
” أحسنت الإختيار , كم نحن بحاجة إلى متنفس مع الزهور والأشجار “..
نظرت إلي نظرة إستهزاء وقالت :” يا عزيزي , لا أذهب من الأجل الإستجمام , بل لسبب واحد , البلدية قدمت لرواد الحديقة ” النت ” مجانا “.
…غادرت حماتي , وأنا أسأل نفسي , هل بتنا في عصر نبحث فيه عن ” النت” كوسيلة للإستجمام بدل الطبيعة الخلابة ..الله أعلم …عجب !!!
-×-×-×-×-
زاوية عجب !!
باختصار ( 9/ 11/ 2017 )
…حماتي اليوم لا تريد كثرة الكلام , أدارت ظهرها لكل شيء, لكنني تمكنت من استراق التمتمة التي كانت ترددها وهي تكتب على ” الويتس آب ” , كانت تقول : ” أحترم جدا من يخاصمني دون أن يرمي بنفسه في إحضان الأعداء ” …
فعلا , رائعة حماتي اليوم , أليس كذلك ؟؟ الله أعلم .
.
-×-×-×-×-
زاوية عجب !!
أخ يا ستي ( 8/ 11/ 2017)
..يبدو بأن جدتي قد تقدم بها العمر كثيرا , بدأت رحلتها مع النسيان ..
أخ يا ستي !!
أتت جارتنا ” أم جهل ” معاتبة :
” يا جماعة مبارح كانت عم تحكي معي وكأنها من أعز الأصدقاء , شو صرلها اليوم ؟؟ مرقت مرتين تلاتة من جنبي , وتطلع فيي, وتسألني مين إنتِ ؟؟ “
..لم أستطع الإجابة على ” أم جهل ” لأنني لم أستغرب الأمر , ففي عصرنا الكثيرون يشبهون جدتي ..
أنا لا أعتب على جدتي , بل على هؤلاء الذين يعرفونك ولكنهم يتعمدون النسيان ..
نسيانك ..ونسيان كل محبتك لهم.. ونسيان كل أفران الخبز والملح .. ولا يبقى عندهم سوى “اللت والعجن” والثرثرة على الآخرين ..أخ يا ستي …عجب !!!
-×-×-×-×-
زاوية عجب !!
آخر الليل ( الثلاثاء 7-11-2017 )
في آخر الليل , إقتربت مني زوجتي , فقلت خيرا ؟؟ قالت لي بصوت هامس يحرك المشاعر :
..لم إعد أشعر بلذة عند قراءتي لبعض القصائد , لا أجد في متن القصيدة فكرة تلفتني لأتوقف عندها , لا أجد عبارة تميز قصيدة عن أخرى , باتت القصائد كلها متشابهة , بعض الشعراء ” يصفِّون العبارات صفا كالجنود على طاولة الشطرنج ” …
وتابعت ” هم يهرولون في أداء القصيدة وكأن هناك من يتبعهم ب العصا ” ..
قلت لها : خيرا ..وطمرت رأسي من جديد تحت وسادتي وأنا أردد ” كش ملك ” , ثم غادرت الى أحلامي مرة جديدة …
ما العمل ؟؟؟ الله اعلم ….عجب !!!
-×-×-×-×-
زاوية عجب !!!
سلة البيض (2/ 11/ 2017 )
..عاد ابو جهل من الجرد حاملا معه العادات والتقاليد السائدة , وهو شديد” الصرامة” في إدراج نفسه بين صفوف ” المسقفين ” ويعتبر نفسه شاعرا كبيرا ، لذلك نجده حاضرا ناضرا في حضور أمسيات الشعر التي تقام هنا وهناك وهنالك ..
هو يأخذ زاوية , ليراقب “فلانا وعلتانا “, وإذا تحدث فلان مع ” علتانته ” نجده يبحلق مستغربا مرددا ” هذا إنفلات أخلاقي” ..
ابو جهل , لا يستطيع تقبل فكرة الإنخراط في العائلة الثقافية , دائما يرى الأمور من زاوية ” الشك ” وهو شاطر جدا في ” النميمة ” وتركيب ” المقلة ” ..
ربما , الشيء الوحيد والمفيد في حضوره انه يحمل معه دائما ” سلة من العنب والزبيب ” ويوزعها على الحاضرين ..ولا ينقص سوى ان يجلب الى الأمسية ، التي يحضرها على مضض ، سلة من ” البيض البلدي ” من قريته في الجرود .
.. وربما يلزمنا هذا البيض يوما اذا استمعنا إلى قصائده ..الله أعلم …عجب !!!
-×-×-×-
زاوية عجب !!
ملحمة أبو جهل (1/ 11/ 2017 )
…ركض أبو جهل مهرولا , صارخا من بعيد :
” مبروك يا أستاذ , سمعت انك عملت ملحمة “.. أجبته :” الله يبارك فيك ” ..
فقال : ” وين بأي منطقة ؟ “..
أدركت حينها انه واقع في إلتباس , فقلت :” يا صديقي , أنا بصدد إصدار مسرحية ملحمية ,وكلمة ” ملحمة ” هي مصطلح مسرحي متعارف عليه للإشارة الى توجهات العمل والتزامه بقضايا الإنسان ومشاكله وهمومه “.
..أبو جهل استوعب الفكرة بكاملها ..هكذا بدا الأمر لي ..لكنه وقبل أن يغادر , إلتفت برأسه إلى الوراء , وقال لي : ” طيب أستاذ , قديش رح تبيع كيلو الهبرة ” ؟؟؟
…لا حول ولا قوة إلا بالله …عجب !!
!
-×-×-×-×-
زاوية عجب !!
حاشية ( 10/ 11/ 2017 )
..ودخلت أم جهل , على عجلة من أمرها , وبلهفة سألتني : “أين حماتك ؟ ” ..أجبتها :” كعادتها , ذهبت مع صديقاتها للتنزه في حديقة الصنائع ” ..وضعت أم جهل يدها على خصرها , وقالت وهي تهز قدمها بعصبية : ” نعم , رأيت صورها على الفيسبوك الى جانب النرسيسا قمر الزمان , حماتك يا جار باتت من حاشية النرسيسا ؟ ” ..
لم استطع إلا أن اتمتم بيني وبين نفسي : ” لا حول ولا قوة إلا بالله” ..
وقلت لها : ” أنت نشرت صورة لنا جمعتنا معك , فهل بتنا من ” حاشيتك ” ؟.
..زعلت أم جهل , وغادرت على عجل كما دخلت …وأنا لا زلت أردد :” لنا الفخر أن نكون ” حاشية ” لأصحابنا وأهلنا ..وبالتأكيد لحماتي …ولم لا ؟؟والله أعلم .
-×-×-×-
زاوية ” عجب ..! ” :
ماراتون حماتي
( 12/ 11/ 2017 )
..عادت حماتي من مارتون بيروت للركض , دخلت مسرعة لتستبدل ثيابها الرياضية وتلبس عباءتها المقصبة بالألوان الزاهية ثم اقتحمت غرفة الجلوس , حاملة ” الريمونت كونترول ” وبدأت تتنقّل من محطة إلى أخرى مع تعليقاتها على الأوضاع بأصوات مرتفعة , وكأنها تريد إن تُسمع جارتنا ” أم جهل ” ..
..قطعت صمتي الذي اعتدت إلتزامه في حضورها , وقلت لها : ما بالك اليوم يا حماتي ؟ ” .. قالت بشكل قاطع : ” أريد إن أعرف ردود فعلها ” ..
لا حول ولا …
اغتنمت فرصة ذهابها الى المطبخ وأدرت القنال إلى محطة أخرى ..حيث الطرب الأصيل بالأسود والأبيض ..ها قد عادت , ولكن الحمد الله بدأت بالغناء ..لقد أسعفني الحظ مع الطرب الأصيل الذي صار نادرا على محطات التلفزة ..
..إطمأن قلبي , وقضينا وقتا مع راحة البال .. لكنني كنت أضع يدي على قلبي مع مرور فترة الإعلان والدعاية , كي لا تعود حليمة لعادتها القديمة , ويعود التوتر إلى الأجواء ..
فجأة , استفاقت حماتي من انسجامها مع الطرب , أدارت وجهها إليّ , وقالت : ” نيالك , مش حامل هم ” ..
الله أعلم …عجب !!!