الدكتور قاسم قاسم في مشوار اليوم مع :
” ابن دانيال “
-×-×-×-×-
اصله موصلي، سكن القاهرة ايام الظاهر بيبرس، وفتح دكانا بالقرب من باب الفتوح، يكحل فيها الناس، وكان يقول:
أنني أخذ القرش من عيون الناس.
ملأ القاهرة فكاهات رائعة، وتمثيليات تقدم عبر ” خيال الظل ” العربي ، وتمتاز هذه الروايات بانها تعطينا فكرة صحيحة عن الحالة الاجتماعية للشعب ايام الظاهر بيبرس.
وقد روي انه أحضر خيال الظل للسلطان سليم عندما فتح مصر، ومثل امامه روايات سرّ بها، فأخذ فرقة الى اسطنبول ليراها ابنه.
من هنا انتشر خيال الظل وسماه الاتراك/ قرة جوز/ومعنى/ قرة/ اسود، ومعنى/ جوز/ العين، فتصبح العين السوداء.
ويظهر ان ابن دانيال الف مسرحيات كثيرة، بقي منها- خيال الظل -عجيب وغريب- المتيم – وكان يسمي كل مسرحية بابة .، لا مسرحية، وقد ألفها باللغة العربية الفصحى، نظما ونثرا، حاكى فيها الحريري في مقاماته، اما خيال الظل، فتدور حول الامير وصال ، الذي يريد ان يتزوج، ويعيش عيشة مستقيمة، بعد ما كان فيه من فساد، فطلب الى الخاطبة ان تختار له امرأة يتزوجها، ووصف ما اراد، ويتزوج ثم تمرض ، فيستدعي لها الطبيب ويعالجها، فلا ينفع العلاج وتموت.
وفي القصة صور هزلية مضحكة كثيرة، ووصف لحالات اجتماعية مختلفة.
اما ” عجيب وغريب” ، ففيها صور تمثل الحالة المصرية اصدق تمثيل، لانها تصف الشعب ، ففيها نحو سبعة وعشرين شخصا، منهم: الشحاذ، الحاوي. الواعظ، والمشعوذ ووووو.
و” المتيم” ، فهي البالة الثالثة، يصف فيها الحب، ولكنه ليس حبا عذريا، كحب مجنون ليلى، كثير عزة، وجميل بثينة، بل حبا ماديا كحب ابي نواس.
ويظهر انه كان، مع فضله وابتكاره فن المسرحيات ، بائسا فقيرا مسكينا اذ يصف حالته فيقول:
اصبحت افقر من يروح ويعتدي
ما في يدي من فاقة إلا يدى
في منزل لم يحوِ غيري قاعدا
فإذا رقدت رقدت غير مُمددِ
لم يبق فيه سوى رسوم حصيرة
ومخدة كانت لان المهتدي.
———
المقالة مقتبسة عمن مجلة الهلال يوليو 1952 بقلم احمد امين.
شكرا للمعلومات القيمة على الدوام. بوركت جهودك
وما لنا في هذا الزمان من مسارح تعرض الحال الذي أصبحنا عليه. شكرا دكتور قاسم على مواضيعك القيمة 🙏🌷
د.قاسم شكرا على المعلومات القيمة و المفيدة.