“طير يغرد قصيدة “
كلمات في ذكرى الراحل
د. محمد علي شمس الدين
.. يوم التقيت به للمرة الأولى , في استديوهات إذاعة لبنان , كان الشاعر د. محمد علي شمس الدين يفتح اقفاص العصافير ويفلتها ليمنحها الحرية , يكسر الاقفال , كما يكسر القوالب التقليدية باحثاً عن معنى الجمال وسحر الكلمة ..
ويوم التقيت به في أمسيات الملتقى الثقافي اللبناني التي لم يغب عنها يوما (وكان ينظمها صديقه الشاعر الراحل الشيخ فضل مخدر في قرية الساحة التراثية ) استمعت الى نصائحه التي كان يوجهها للشعراء الجدد : ” انظروا الى الكواكب والنجوم , إلى التراب , الى البحر وإلى الطير , استلهموا قصائدكم ولا تكتبوا لمجرد الكتابة ” ..
بعد فترة , القى الشاعر شمس الدين , سلسلة من القصائد , وكلها خاطبت الطير ..
الحديث قد يطول عن الراحل , الأب , المعلم , التاريخ في الشعر وأنواعه ومدارسه , الإنسان , القريب من القلب ..
.. في ذكراه أتخيل طائرا يحلق فوق التراب , طائر يغرد قصيده ..فراشة تستمع و تتمايل قرب مثواه , القصيدة يتردد صداها في الحقول والوديان , يصل مداها إلى السماء ..طائر يحمل أجنحة بيضاء وابتسامة ساحرة ولمعة من زرقة البحر , طائر يغرد قصائده و يحلق في الأرجاء ولا يغيب ..
( يوسف رقة / بيروت )