” ما هي الرواية ؟ ”
في مشوار اليوم مع د. قاسم قاسم
-×-×-×-×-
اشار فرويد أن كل طفل يختلقُ ( رواية عائلية) يكتبها فيما بعد، اما الكاتب فإنه يتابع إختلاق رواية، إن لم تكن عائلية، فهي على الاقل اقرب الى الشخصية .
نسبيا هناك جهد يبذل من اجل ابداع عمل روائي احيانا يكون ممزوجا بالشخصي ، واحيانا اخرى بحادثة تحفّز على الكتابة، او فكرة شغلت عقله.
مثلا ان (الثمن الواجب) الذي اسماه سكوت فيتزجيرالد هو ان يقدم الكاتب ذاته الجوهرية لتغذية ما يكتب، (لقد تطلبت الشيء الكثير من انفعالاتي)
فيتزجيرالد لم يكن قادرا على الكتابة دون ان يضع في كتاباته كل قصته.
ورغم ان جون دوس باسوس كانت اعماله تصنّف بأدب الاستعراض ألا أنها تتضمن البوح الداخلي.
والمعروف ان تشارلز ديكنز، قد عاش في طفولته اياما بائسة جدا ، وكان الخطأ ناجما عن خفة وأنانية اهله ، اذ كان يعمل في توضيب زجاجات طلاء الاحذية، لقاء ست او سبع شلنات ، في مستودع نتن وضمن شروط بؤس لا يمكن تصورها.
احيانا نجد عملا يعني للكاتب شيئا حميميا، بينما هو ابعد ما يكون عن الطابع الشخصي، وهذه حال رواية ملفيل الرمزيةالضخمة (موبي ديك)، لقد اجرى فيها دمجا لاسطورة كبيرة مع معاناته الشخصية.
كتبت لي امرأة كما يذكر مارسيل بروست( كنت قد احببتها منذ ثلاثين عاما رسالة غضب تقول لي ان اوديت ليست سواها هي بالذات ، وانني وحش بغيض).
رواية فيرجينيا وولف( أورلاندو) تبدو خيالية في حين تقدم فيتا ساكفيل ويست العزيزة على قلب الكاتبة.
بينما رواية ( آليس في بلاد العجائب ) تفضح علاقة دودوغنسون المشرف ، المصور ، وعالم الرياضيات غرامه بآليس ليدل.
وقد كتبها تحت اسم مستعار لويس كارول من اجل اليس ليدل واخواتها.
يقول بلزاك:( لدي خمس شكاوى صريحة من اشخاص يقولون انني انتهكت حياتهم الخاصة). ان
الروائي لا يتخذ ابدا كهدف له لوحة دقيقة لهذا الشخص او ذاك، كما يفعل الرسام، ما يهدف اليه هو اكثر موضوعيه، انها الحياة.
و كما يذكر (روجية غرينييه، في كتابه، قصر الكتب ، تر ، زياد خاشوق، دار المدى، ط2018).
وبالتالي ما هي الرواية:
اليست اشبه بمرآة تعكس في آن معا حياة الكاتب ، او شيئا منها، او من مظاهر العالم الخارجي،
الرواية، هي طريقة لتفكيك الواقع، من اجل اعادة تشكيله ، بشكل مختلف .
الروايات الأقرب للقلب والعقل هي تلك الأقرب للواقعية..
تحياتي..