تدحرجي على حوافي تعبي
نعيم علي ميّا
-×-×-×-×-
تدحْرجي على حوافي تعبي
فَما أَزالُ تائهاً
تمضغني أَصابعُ الغُربةِ
تُلقي بي إلى شواطئ الدُّخانْ
**
قد ضيَّعتْني الدَّربُ في أَوّل خطوتي
وأَنكرتْني نجمةٌ هاربةٌ
فلذْتُ مِنْ خوفي
إلى خوفي
أُعتّقُ الحنينَ في خوابي عاشقةْ
**
يَفجؤني صوتُكِ ساعةَ الغروبْ
أَفتحُ شبَّاكي
لأَستقبلَ خفْقاتِ المناديلِ الّتي
نشرتـِها ذاتَ مَطَرْ
فمُذْ تَواريْتِ
اختبأْتُ في الصَّدى
وقلتُ للرّيح :
احملي قلبي
وسلـّمي على صفْصافةٍ خَجْلى
بَكَتْ – إِذ غادَرتْها –
رفوفُ الطَّير في صُبحٍ عقيمْ
**
تَدحرجي ..
إلى مَنافي غُربتي
فغُربتي مَسكونةٌ
بكلّ نوْباتِ القلقْ
لكنَّهُ طيفُكِ يغفو
واقدَ الشَّوق ..
شفيفَ الحلم ..
مغناجَ الشَّغفْ
**
تَمدَّدي فوقَ ضلوعي
ثمَّ غَنّي كي أَنامْ
حَاصرَني البوحُ زماناً
دقَّ فوق دفَّتيْ بابي
نعيبُ الأمسياتِ
فاستلانتْ همَّتي
وانسكبَ الدَّمعُ على الدَّمعِ
وغَامتْ في رُؤاي
رَقْدةُ الصَّباحْ
**
تَدحرجي في خافقي وعانقيني
وجعي يَسكنني
والشَّوقُ يَرتمي على مفارق النَّبْضِ
يَمدُّ آهةً
إلى بيادر الحكاياتِ الّتي
روْيتِها ذَاتَ شتاءْ
فَطَار مِنْ عينيكِ رَفٌّ
مِنْ يماماتِ الهديلْ
**
يا امرأةً ..
عشقْتُها زاروبةً زاروبةً
لو كنتِ تعرفينْ ..
كم مَخرْتُ يائساً
كلَّ الوسائدِ اليَبيساتِ
وكمْ نَما على خاصرتي
سعالُ هاتيكَ الّليالي النَّازفاتْ
**
فاضتْ مصابيحُ الكلامْ
فاهتزَّتِ القصيدةُ المسافرةْ
والتهبتْ قافيتُها
تبثُّ أَحزانَ البنفْسجِ الحزينْ
**
يا امرأةً غَفَتْ
على انسكابِ أَدمعي
خُذيني
واحْضنيني
فلربّما أَجيْءُ – ذَاتَ شتاءٍ –
حاملاً حُبّي
على جناح غيمةٍ مُستمْطرةْ