إختار موقع ميزان الزمان الأدبي من بيروت بعض المقاطع من كتابات وقصائد الشاعر حسن العبد الله لتوثيقها :
ونبدأ بالقصيدة الأخيرة التي نشرها على صفحته بتاريخ 27 شباط 2022 وقال فيها :
لم يحدث يوماً أن غرِقتُ
في نهر أو بحر
والمرات الكثيرة التي حدث فيها ذلك
كانت هنا على اليابسة !
وكتب في 18 شباط 2022 :
كنا نذهب إلى حيث تُقيم
ونبحث عن ثوبها الأصفر
الذي حيثما نجدُهُ
نجدُها فيه !
*
ولم نكن نتخاصمُ أو يحسد واحدنا الاَخر
لأنّ استخفافها بنا
كان مُوزعاً علينا
بمقادير مُتساوية !
*
ولّى الرّيع
وأحرق الصيف المدارس
وفي نهاية تموز
استطعت أنا ، دون رفيقَيّ ،
أن أقبض على قلبها بمخالب قط
*
وبدأت الليالي التي لا أنام فيها من الفرح
وتلك التي لا أنام فيه من الخوف
يا صديقَيّ ، نسيب ورِضا ،
علامَ تحسدانني ؟!
في 16 شباط.2022 :
إن لم تكن نحلة
فلن تصنع ذرة واحدة من العسل
حتى لو لثَمْت
كل أزهار الدنيا !
في 13 شباط.2022:
لا يُعاني الانسان من حرّيته
مثلما يعانى منها
عند مَفارِق الطُّرُق .. !
في 11 شباط 2022 :
عندما أغادر السرير
بعد النهوض من النوم
أشعر أنّ هذا
ينبغي أن يكون مصحوباً
بنشيد .. !
في 7 شباط.2022:
لقد حدّق
وأمعنََ في التحديق
حتى رأى الظًلمة الكامنة
في أعماق الضوء نفسه !
في 5 شباط.2022 :
كم أحِنُّ الى تلك الأيام
التي
لم يكن فيها وقتي ثميناً !
في 1 شباط.2022 :
الاَن …
وقد أفرغتُ حُمُولتي من الكلام
أستلقي على الأريكة
خفيفأً كالظلّ
عيناي مقلوبتان إلى الداخل
وإُذناي تائهتان في تجاويفهما
وأمضى في تحليقٍ حُرّ ومُستقيم
بعدما أكون قد أوكلتُ القٍيادة
للطيَّار الاَلي !
في 26 كانون ثاني 2022 :
عندما أشتري البطاطا والبصل والثوم
أسعى إلى أن تكون رؤوسها صلبة كأحجار
وعندما أجيء بها الى بيتي
وتكتشف انني من دون زوجة
ترقصُ طرباً
فهي تعلم الاَن
إنها ستبدأ دورة حياة جديدة
وبالفعل
فلا يكاد يمرّ أسبوعان
حتى تبدأ بارسال البراعم والأوراق
في كل اتجاه
فأضعها ، عند ذلك ، في وعاء مُزخرف
وأنقلها من المطبخ الى ” الصالون “
مُستخدماً اياها هذه المرّة
كشيء يُشبه المزهرية !
في 12 كانون ثاني 2022 :
غالباً ما يبداُ الشاعر من شيء مألوف
ليجد نفسه بعد قليل في شيء مُدهش
فمُقدمة القصيدة
أشبه ما تكون بِجَرّ الزورق إلى الماء
لكنْ
عندما يبتعد الشاعر عن الشاطىء
ويصبح في عرض البحر
فإنّ رياحاً قادمة من جهة السماء
هي التي تدفع الأشرعة إلى الأمام …
5 كانون ثاني 2022 :
إنه وَهم نسمة
أكثر مما هو نسمة حقيقية
ذلك الذي جعل أوراق الشجرة تتساقط
حتى من دون أن تشعر أغصانها بذلك
ومع انني شاعر أشجار
أكثر مما أنا شاعر أي شيء اَخر
فلم أتمكن من التعليق على المشهد
فليحاول القارىءُ ، مشكوراً
أن يعتمد على نفسه هذه المرّة
ويُسجّل التعليق الذي يُريد
فإذا لم يستطع ،
فلَهٌ أن يقول :
ليس الهواء هو الذي أسقط أوراق الشجرة
بل الموت !
15 كانون أول 2021 ( قصة قصيرة ) :
كانت سيارة تُقلّ ثلاثة شعراء على إحدى الطرقات ،في الريف، في الربيع ، في جنوب لبنان .
وحدث ما جعل أحدهم يهتف :
ما اجمل تلك القرية !
نظر الشاعر الذي يقود السيارة إلى القرية وقال :
نزورها ونشرب شاياً
كيف ؟ ونحن لا نعرف احداً فيها؟
أدار السائق مقوَد السيارة عند أحد المنعطفات ، واتجه نحو البلدة . وهناك في الساحة العامة ، سأل أحد الأولاد:
أين بيت الشاعر ؟
يوجد أكثر من شاعر هنا ، فأيهم تريد ؟
لا يهم .. دلّني على بيت أحدهم .
قاد الولد الشعراء في طريق ضيقة ، إلى بيت غارق في اشجار الزنزلخت
وتحت الدالية المُعرّشة عند مدخل البيت ، كان يجلس رجل عجوز
سأله الشعراء عن الأستاذ، فناداهُ ، فأتى ..
وقد عرف الشعراء الثلاثة ، الذين كانوا معروفين ، من دون أن يضطرهم للتعريف بأنفسهم ،وفرح كثيراً بزيارتهم له .
كانت جلسة شاي رائعة على شرفة البيت
لكنه أفسدها عندما جاء بدفتر ضخم ، وراح يقرأُ قصائد ،موزونة ومُقفّاة، ولا تخلو من الركاكة والافتعال !
4 كانون أول 2022 :
كل شخص
يتجاوز الثمانين ويموت
يكون قد مات
بعد صراع طويل مع المرض
الذي هو الحياة نفسها ..
ّ19 تشرين ثاني 2022 :
العالم يتمزق ويحترق ويتهاوى
ويتدحرج بسرعة نحو نهايته
ونحو نهاية الانسان نفسه
وهناك
وراء البحر والمحيط
تجلس سيّدة العالم العجوز ، أميركا
في زاوية منعزلة
وتعدّ دولاراتها !
أغنية ” أجمل الأمهات ” للشاعر حسن العبد الله وغناء وتلحين الفنان مرسيل خليفة :
أجمل الأمهات التي انتظرت إبنها…
أجمل الأمهات التي انتظرتهُ,
وعادْ…
عادَ مستشهداً.
فبكتْ دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب الحداد
لم تَنتهِ الحرب
لكنَّهُ عادَ
ذابلةٌ بندقيتُهُ
ويداهُ محايدتان….
***
أجمل الأمهات التي… عينها لا تنامْ
تظل تراقبُ نجماً يحوم على جثة في الظلام…
لن نتراجع عن دمه المتقدّم في الأرض
لن نتراجع عن حُبِّنا للجبال التي شربت روحه
فاكتست شجراً جارياً نحوَ صيف الحقول.
صامدون هنا, (صامدون هنا) قرب هذا الدمار العظيم,
وفي يدِنا يلمعُ الرعب, في يدِنا. في القلبِ غصنُ الوفاء النضير.
صامدون هنا, (صامدون هنا) … باتجاه الجدار الأخير
أغنية ” من أين أدخل في الوطن ” للشاعر حسن العبد الله وغناء مارسيل خليفة :
من اين ادخل الوطن
ودخلت في بيروت… من بوابة الدارالوحيدة
شاهراً حبي ففر الحاجز الرملي…
وانقشعت تضاريس الوطن
من أين أدخل في الوطن… من بابه؟ من شرفة الفقراء ؟
أيها الجبل البعيد أتيت… أتيت يا وطني
أتيت يا وطني…
صباح الخير… كيف تسير أحوال القرى والقمح
والثلج العظيم … ومجدنا والأرز يا وطني… يا وطني
يا وطني
وأطلق ما في قلبي من رصاص…
ضد هذا الراس فوق الرمل…
كانت أولاً بيروت…
واقفة إلى الفقراء
ثم أتوا إليها من وراء المال والألقاب
وابتدأ الرصاص
وقسموك ولم توافق… قسموك ولم توافق
وانتزعتك من بنادقهم…
بأن أعلنت وقتي… حيث ينطفئون
صوتي حيث… ينهدمون
بيتي… حيث ينهدمون