الشعر لي
نعَمْ أتيتُ وخلفي كلُ متهمٍ
فمَن يكونُ لَهُم إنْ أُخرِسُوا سندا ؟
آتيكَ مِن لهبِ الأشعارِ محترقاً
فلا تخفْ مِن سُكارَى قريتِي أحدا
الشعرُ لي
وأنَا قنديلُ ليلتِهِ
فأُنهِضُ الحرفَ مأموراً وإنْ قَـعَدا
الشعرُ يأتي بِذاكَ الوحي مِنْ أفقٍ
كالبرقِ قبلَ مجيءٍ صاخبٍ رعدا
قطَعْتُ وعداً لِذاكَ الشعرِ أجعلُهُ
دفءَ الغريبِ إذا ما قلبُهُ ابترَدا
كلُّ المحبّينَ في أسفارِنا تعِـبُوا
فكيفَ أُعطِيتَ أنتَ الصبرَ والمَددا ؟
الواقفونَ على أسرارِ أنفُسِهِم
لمّا أحبُّوا غَدَوْا في حبِّهِم بددا
حرفِي الحكايةُ ، والأحلامُ تاركةٌ
مِنَ البحارِ التي جاوزْتُها زبَدا
راقتْ بقربِكَ فاقْـرأها علَى مهَلٍ
لِتستلِذَّ الأسَى والصمتَ والجلَدا
عطرُ البنفسجِ كمْ صلَّى علَى قلمِي
حتَّى تراهُ قريباً كلّما ابْـتعَـدَا
وقلْ لهُم : هذهِ الأشعارُ تحرسُنِي
مادمتُ طِفلاً علَى أحلامِهِ وفَدا
مَا لِي وللناسِ ، هذا الشعرُ مَملكَتي
ودفترِي يحسِبُ النّاجِينَ والشُّهَدَا