لم تأتِ……
ونَبْضٌ كالصَّنَوبر يَفُوحُ شِعْرًا يَنْفَرِطُ كَاللّآلِئ في حِجْرِ عاشِقَين،
يَزجُّ ريفَه في مِدخَنةِ الغيابِ،
يُواري شِريانَه بسندسٍ مُمَزّق،
يُوارِب لي الأبواب لدهرٍ إلّا قليلًا!
ويُحمْلِقُ في الساعات!.
لم تأتِ بعدُ ؟
أوَّلن تأتي !
لا بد لها أن تأتي!
ويضيق صدره كمَن يصَّعَّدُ في السماء،
في المعراج الروحي ويثور!
ليسقط في الهشاشة!
كمن أضلّ عمْدًا طريقه
كالمُتيّم يَسْتَلِذُّ عذاباته.
وأنا أنا مُلتفَّة بالشرود الرَّخْو! بلا عطرٍ ولا زهرٍ بلا حبرٍ ولا شِعرٍ
أقتفي صدًى عشوائيًّا
أشكو عَطَبا أصاب عَصَب المكان ذات ريح !!
إذ غَلَّقَتْ الأبواب
وأنا أنا، تلك اليامِنَة المَيْمونة المرئية واللآمرئية ، أنتفضُ في سرّي
أطرقُ البابَ ثانيةً، وارجعْ، هل أضعت العنوان !! فيوقِظُني حلمي من كَيْفي الضبابي
من أرجوحة فوضاي من سحاباتي الشريفة من مدامعي الثقال ، من انشطاراتي!
من شراراتي!
من قشعريرة أقْبلَتْ تُلبّي النداء وتندسُّ في خلاياي كرُسَيلاتٍ تدحرجت وراء الظلِّ البعيد، قرب سماء صافية .
أوّلم تأتي بعد ؟
ويتمتم علانيةً، لا بد لها أن تأتي!
فما كانَ لبَنْدول أن يتمرّد على اللّحنِ الأخيرِ في اللقاء المُشتَهى إلا وهَرعتُ في عُشب السؤال! أُملي على حَدْسي البربري صمْغ الكلام ، أمليه سراعا على الغصنِ الكسير لئلّا يجفّ فلا يلتئم.
سأعبُرُ في الحكاية كبلبل فضوليّ
كفكرةٍ قُزحيّة،
كسمندلٍ عنيد
فأنا لا أستوحش المكان….لا لا استوحش المكان….
أنا بسلام….
أنا أنا الْسّلام…..