الجزء الرابع من حكايات “أمواج سمر”
سماح وسلاح
رسالة اعتذار مهداة إلى الصديق اللدود
إلى اللقاء
قالها بغضب. وصفق الباب وراءه.
يا إلهي، ما أصعب الفراق! كان جبران خليل جبران على حق. فالمحبة لا تعرف عمقها الا ساعة الفراق.
لم يقل وداعا. ولكنني عرفت أنه لن يعود. أقفل باب الحوار علي، معلنا أنني آذيته حتى العظام.
كان على حق. فالجرح الذي رميته به عميق، ولا شفاء منه، في المدى القريب.
ليته لم يكلمني. ليته تصرف كالغريب.
أدماه جرحي منذ سنوات. ولم ينفع التكفير أو الاعتذار.
ترى يرضى بسفك دمائي، في سكون؟
أي بوح ينزف مثل جرحه في جنون؟
ويبقى السؤال الجواب: نكون أو لا نكون؟
والتقينا، بعد الوداع بأسبوع. كأنه كان يدرك عبث القدر.
نظرت في عينيه، وقلت في خفر: هل سامحتني؟
وانتفض البركان. وكان ما كان مما أخشى أن أتذكره.
يا الله، لماذا خلقت فينا التذكر؟?( لماذا لم تخلق فينا ذاكرة سمكية?﴾
جرحته؟ التفاصيل لا أذكر .ولم أنكر.
أحببته؟ قد يكون هذا هو السؤال.
والآن لم يبق لي سوى الاستغفار.
ولكن أأستغفر الله أم الأمير؟ إنها المأساة في عمق الضمير. مأساة من استبدلت الدنيا بالآخرة. والعمر تمخره الباخرة، في الصحارى والقفار.
أي رياح حملتني إليه؟ ولم أرتم بين ذراعيه، كأنه القدر.
يا لروعة الخدر، بين يدي ذي الغفار.
أي شوق هو بركاني، في هدأة الإعصار؟
فاجأني بالسؤال :من أنت؟
أتراني كذبت عليه؟
كان ذلك في الماضي. وكان صمته القاضي. ولم يكن لي القرار. ما كنت قادرة على الفرار. فهل أجرؤ اليوم، وليكن من بعدنا الطوفان؟
وانتهى اللقاء في أحلامي. أردته بلا نهاية. لم يكن إلا قبلة المصير.
نظرت في عينيه. كانتا حارتين كابتساماتي. بدأتا تتأججان. لعله سرق النار، ذات حياة. النار في عينيه، وفي قلبي. أذوب رويدا رويدا، أتلاشى.
لم أعترف بحبه يوما. حاشا. والعناصر الأربعة تعود إلى الجذور.
لم يقل وداعا.
وما زلت أنتظر. فهل يكون الحظر من جديد؟
سمر ي. الخوري