حين يراقصنا الحرف ..
بين الفاصل والحرف ، تزهر الكلمة وتنبتُ وردة بيضاء على كفوف المحبّة والصداقة الجميلة التي تجمعنا في حفلات التوقيع والأماسي الشعرية والسردية والمسرحية والفنّيّة وغيرها…
وهذا التوقيع الثالث لديواني “حين اشتهانا الغرق” الذي تربّع يوم السبت 05 – 02- 2022 في مكان جميل نحبّه جميعا “مدينة الثقافة” بدعوة كريمة من نادي عكاظيات المدينة في شخص الصديقة العزيزة الشاعرة الخلوقة مفيدة السيّاري والمكتبة العمومية المتمثلة في شخص الأستاذة الرقيقة الحسناء أسماء الرياحي .
إننّا هنا بين الأحبّة الذين لبّوا الدعوة وجاؤوا لنتطرّز معا أكمام القصائد فينبثق الحرف عاشقا بدلال من حَدقة الروح ليعبق الأمكنة والأروقة والزوايا عطرا فريدا …
نسافر دائما في كلّ الاتّجاهات نطلق أربعة طيور :
طائر للفرح ، طائر للحب ، طائر للحزن ، وطائر للشعر
هكذا نمضي تسكننا الأبديّة…
وهكذا نسافر إلى حدائق ملوّنة وبحار شاسعة، نسمو إلى الجمال والرقيّ ونخلق عالما جديدا للإبداع، رغم الوريقات الضائعة،والوقت الثقيل الذي يمرّ به العالم، تمنحنا اللحظة رونقا وأملا مشرقا للمساحات القادمة الخالية من الأوجاع والفيروسات، فتفيض من دمنا الفراشات…
كان اللقاء دافئا سيّرته رئيسة نادي عكاظيات المدينة الأستاذة الشاعرة “مفيدة السيّاري” بكلّ اقتدار ولطف ومحبة وهدوء عوّدتنا به في كلّ جلسات النادي استهلّتها بلمحة عن سيرتي الأدبية والفنية مفسحة المجال إلى غذاء الروح لننتشي طربا على أوتار العود للفنان الأستاذ “”عمر بوثور” في وصلات موسيقية غنائية أنعشت الحضور الكريم …
أقول دائما “أنّ السماء لا تذرف دموعها إلاّ لعشّاقٍ باركتهم شجرة اللوز” وهنا قد باركتنا الجلسة، بمداخلتين ثريّتين وعميقتين لكلّ من الأستاذين بوراوي بعرون، وكوثر بلعابي، أضافتا كثيرا من الحميمية ورؤى جديدة للحضور ولي كشاعرة محتفى بها…
وأنا التي أكتب العشق رسما ولونا وأغوص في وجع الكتابة عميقا لعلّي أحوّلها إلى حدائق صغيرة
وأتثر في غفلة من الزمن أزهارها على كلّ الذين حولي وأهدونني يوما ما وردة وكتابا…
وإن كانت حروفي شجيّة نوعا ما، فلكلّ قلم لغة خاصة وبصمة متفرّدة عن غيره وقد اخترت لغتي شجنا حدّ الإنصهار وعشقا حدّ التلاشي واخترتُ أن يشتهيني الغرق عوض أن أشتهيه…
ختامها مداخلات للحضور رأيا وسؤالا ومشاركة شعرية أسعدتني كثيرا لأنّ ما جمعنا اليوم هو الحب والتقدير لمسيرتي الأدبية التي سعيتُ أن تكون محترمة ولها مكان في صفوف أماميّة…
وجاء إلى المنبر دكتورنا العزيز حمد الحاجي ليلامس شغف حرفي برؤيته النقدية ويُثري غرقي بمجدافه البارع في مداخلة رشيقة …
وللشكر والإمتنان مكان في قلبي لكل الأصدقاء الذين غمرونني بلطفهم حضورا كريما أسعدني كثيرا…
شكرا لفريق برنامج ضفاف التابع لقناة العربي 2 على تشريفهم وتغطية الأمسية والحوار الذي أجروه معي حول المنجز وحول بعض المحطات الأدبية في مسيرتي خاصة الترجمة،وحوارهم مع الناقدين بوراوي بعرون وكوثر بلعابي ومضيفتنا مفيدة السياري.
تحية خاصة لممثلين المقهى الثقافي “دار مكتوب” في شخص الأخ عبد الوهاب الهيشري والعزيزة سوسن العوني..
وتحية لمن أضفن سكّرا للجلسة بالحلويات والمشروبات الصديقات الغاليات منية جلال- نعيمة بالنوري- زهيرة فرج الله- بسمة درويش…
مازلتُ هنا أجمع الجمان من سواحل الحرف لأزيّن به المسافات الفاصلة …
سليمى السرايري / تونس
هنيئا الفراشة الشعر وألوانها الزاهية عبر حروفها المفعمة عطاء وحب
كل التوفيق لشاعرتنا سليمى السرايري