ما باله قلبي؟
للكاتبة كلوديت عقيقي
-×-×-×-×-×-
قلبي الذي هو قطعة لحمٍ،
يشرب من دمي.
ذاك الذي نهايته للديدان والجرذان، يستشيط بيَّ غضباً كلّما تجاهلتَه ويطرَبُ لصوتي كلّما غازلتَه.
ما باله يقطّع في جسدي ويحرقني؟
يتفانى بحنانِه إذا لَمِحني أكتب له حبّاً ويطردني من زواياه إن غفَوتُ في عينيه.
نبضاته باتت متقطعة متقلّبة
لا بل سريعة بعض الشيء.
أظُنُّ أن قلبي مريضٌ على أبواب عمليّة جراحيّة، سأُخرِج مَن في داخله الى أن يتماثل للشفاء، فقلبي لم يعد مؤهلاً للأحباب.
متعبٌ هو، بحاجة للدواء
يا له من بائسٍ حزين يعاني أوجاعَه
يحمل هموماً ليست له
يشتاق ويشتاق، وﻻ أحدٌ يشتاقه.
أيُ قلبٍ ذاكَ الذي يكتبُ كلماتِه؟
أيُ قلبٍ ذاكَ الذي يذرِفُ دمعاتِه على من يتلذذ في بعثرة ضحكاتهِ؟
ويحُكَ يا قلبُ ويحُكَ، كم أشفِقُ عليكَ.
كيف تكتبَ وتترجم كلَّ ما أنتَ عليهِ، وأنتَ مغمَّساً بدموعِكَ؟
كيف لكَ أن تنامَ دونَ أن تدَوّي صرخةً في وجهِ من ينام لتبقى أنتَ ساهراً تمسحُ دمعةً كانت من أحلام، دمعةٌ لم تخلقَ لكَ. وتحتمِل كلّ هذا لماذا؟
دعْكَ من هذا واخرج للشمس، تنفَّس،
نمْ قرير العين، فأنتَ لستَ سوى قطعة لحمٍ من دمٍ وشرايين، والعاطفةَ لم تخلقُ لكَ، إنها كذبة سُجِّلت باسمِكَ. دعْكَ من التعالي عليَّ.
أتظُنُّ أني لن أعيشَ بدونكَ؟
لا، سأعيش وسأتعلم أن أعيشَ.