” الجرح القديم ”
قصيدة للشاعرة زينب خليل عقيل
-×-×-×-×-×-
يأتي من الجرحِ القديمِ لينزفا
من أرضِ نوحٍ زاهدًا مُتعفّفا
فيقولُ إنّي قد نجوتُ بغربةٍ
وتخِذْتُ من مُدنِ الخمائلِ مَعْطِفا
وقرأتُ عن موتِ الطّيورِ وخنْقِها
لمّا علا صوتُ الغناءِ وأرْهفا
عن ضحكةٍ صارتْ تُخبّىءُ لونَها
تُخفي الحياةَ، وخوفُها أنْ تُقطَفا
عن ظلِّ أمٍّ لم تملّ حداءَها
وتظلُّ تدعو للإلهِ ليُنصِفا
فهناكَ تحبو في الظّلامةِ كذبةٌ
وطنٌ رموهُ بجرحِهِ مُتَصَوِّفا
وهناك طفلٌ من شتاءٍ بائسٍ
شدَّ الرّمادَ على الطّفولةِ ملحَفا
فاستعذبَ المطرَ الكئيبَ، وكفّه
يرمي دخانَ الحزنِ كي يَتكَثَّفا
وهناك صرخةُ عاشقٍ مُتَلبّسٍ
جرمَ الحياةِ فيحتمي مُتخوِّفا
ليلاهُ ترفَعُ في المساء خيامَها
والصّبحُ يهدمُ للخيامِ الأسقُفا
وهناكَ أقمارٌ تُزنّرُ خصرَها
بالغيمِ كي تندى البلادُ وترعفا
قصصٌ تطولُ وفي الشّتاتِ ختامها
لم يبقَ منها دمعةٌ كي تُرشفا
احسنتي روصح لسانك ابيات رائعة