“الآلهة لا تكذب”
حدثتني ذاتي ذات حلم تجلى
من وراء التلال البعيدة
أيا انت… يا من حملت
اشراقك الظمأى برغم الانكسار
وقد انهمرت على الدروب
تزيل الأقنعة والحجب تبارك
ازمنة التجلي في الروح المنهكة
ادمى قلبها رحيل الورد
في الفصول المهاجرة
على أجنحة الحمام الزاجل
قبل حلول مواسم العشق
تسبح باسم آلهة النور
على تخوم جدران المعابد
وها هي ذاتي تهمس لي
إنْ صدقي الرؤيا
فالآلهة لا تكذب….
ورددي أهازيج الوجود
في كونك الموشّى بألوان الهوى
تراءت ظلالها على روابي الروح
تستقي من الأشواق النورانية
حياة أبدية لا يتأكلها النسيان
ولا تختنق على أديم أرضها
اطواق الياسمين…
وتلك ذاتي اثملها الحلم
إذ ناداها اليه… إن هبي
وانظمي من حروف الأبجدية الخرساء… قصيدة للوطن الجريح
ترثي رحيل الأبطال
على جبهات الردى… تركوا
مراكبهم نهبا للطغاة
ابتسموا للموت ٍ.. ارتشفوا
من ماء الحياة… تدفق، في العروق
بعثا جديدا على شاطئ البحر
هناك باركت روحي روحها
كما فينوس تعانق الأبدية
ولا تنكسر، برغم الضيم
في هدأة ليلة مقمرة سكن هواؤها
وصدح بلبلها.. وانشد البدر
لحنه الصافي،.. يهدهد مني
فؤادي العليل.. ارهقه الانتظار
أهبُّ من غفلة السنين
لأراني ألملم ما تشظى مني
وما انتثر، من ذرات،شوقي
في مستنقع اللازمن
فاصلي في محراب آلهة النور
حيث يضج جنود المدينة
الأسطورية… إذ يقعون إلى
أذقانهم سجدا وبكيا،…
أيا الهنا العظيم أمطر علينا
من أنفاسك نعيمك الأبدي
واستجب يا رب الهيكل الخالد
قبل أن يغمد الليل الطويل
سيف عتمته، في كبد الفجر الوليد
وقد توغل هفهفات في الشرايين
حينها تحلق روحي السكرى
في فضاء ذاتي… تنسكب
في شرايين عمري…
تحييني من الوريد إلى الوريد
ويساقط كلي في، كلي
وها هي ذاتي تحتويني … أغدو
ترانيم كالصدى يرتد الى الأفق
وقد تبدت لي ذات حلم تجلى
وذا يقيني بأن الالهة لا تكذب
(الدكتورة الشاعرة مفيدة الجلاصي)