” معزوفة للغياب الأخير”
( قصيدة للشاعرة شيريهان الطيب )
-×-×-×-×-×-
خنجر المسافةِ ينغرسُ بقلبي رويدا
وقلبي يعصرُ خمرَه،
النزيفُ متناغمٌ جداً كموسيقا الكمان
زفرةٌ هاربةٌ كغزالٍ بريٍ يحاول أن ينجو،،
سُرعانَ ما تفترسها أنيابُ الخيبة
فمي في زمانٍ ما، كانَ غابة،
ترتاده طيورُ الحروفِ
لتستحمَ في بركةِ الضوء،
الضوءُ القادمُ من عينيك
فمي بات جافاً،
وينتظرُ المطر!
ولكنَّ سحابَ الفرحِ ظل معلّقاً
كحدائِقِ بابل…
كانت لي شمسٌ تحبُني جداً،
لذا أغرقتني بالضوء!
الضوءُ الذي لم يألف خُطواته نفقي،
فسمح له بالمرور
الكمانُ هنا يصرُخ!!
والصدى والنزيفُ بقلبي
أخبرتك ألا تبتعد..
عَطشُ المسافة لايرتوي سوى بالنزيف
فالبعير قوي جداً، ليحتمل خيباتي
حتى جاءت القشة
والبعيرُ قلبي،
وقشتُهُ الغياب
خيبتي الأولي كنت قد دسستها جيداً
حفرت لها قبراً وغطيتها بالثرى
لم أكن أعلم!
هكذا أخبرني الغُراب
عدتُ لأبكي حُزني
ففُتحت لي غرفة الموتى على مصراعيها
اذكرُ أني دخلتُ ولمّا أجد المفتاح من بعدها
أخبرتُك أني تائهة،
بربكَ أعدني إليّ!! ،
إذ طالما كنتَ ليْ البوصلة
الكمان يبكي!!
تحاصرني عواصفُ ذِكراكْ
فتنبت للغيابِ وردة
تُشبهك تماما
أمواج الحزن هنا عاتية
وبوصلتي مفقودة،
ذراعاي لن تقوى على المزيدِ من العوم
أنقذني من كل هذا الغرق!!
الغزالُ يهرب!!
والنفق لم يعد يزوره أحد
فقد أفرط في شُربِ العُتمة
كنت تحب أن تدعوني بالكمان،
وكنا نعزف للحبِ موسيقى
ولكنَّ
أوتاري قد أنهكتها المسافة،
فأضحت معزوفة للغياب الأخير