مشوار اليوم مع د. قاسم قاسم
قصة ” الجنيّة العالقة “
-×-×-×-×-×-
في البرية جنية، رأيتها صغيرة ، مجدولة الشعر، وحين لوحت بيدها، هبت ريح هوجاء، حملتني ورمتني قربها، عيناها قنديل ضوء، وشفتاها عنقود عنب، عندما نادتني باسمي خفت وحاولت الهرب، لكن قدماي لم تقويا على حملي، حالما تمتمت بكلمات مبهمة ارتفعت قامتي وساعدتني الطيور التي بسطت اجنحتها وطارت بي، فغارت الجنية حتى شعرت بفقدان الوعي.
وعندما استفقت اصطدم راسي بها، كانت جالسة داخل مغارة تتبرج امام مرآة مكسورة، لما شاهدتني سالتني:
هل ازعجتك؟
اجبتها وانا اشير الى رأسي، وكانت كلما حركت مشطها العاجي، تخرج افعى، ارعبني المشهد ،فتهالكت على قفاي، بينما هي تسلقت شجرة عالية، وبقيت حتى غروب الشمس،بعدها امرتني بالمسير، اثناء الطريق كانت تقدم لي بين الفينة والاخرى حبة من الفواكه، حتى وصلنا الى غدير ماء، اشارت علي بالقفز ، وسرعان ما لحقت بي، فرأيتها تغوص وتعود حاملة في فمها سمكة، وتعاود الكرة حتى غابت هذه المرة.
ادلهم الليل، ودب فيّ الذعر، فتسلقت شجرة بانتظار ان يطل الفجر، وهكذا بقيت ساهرا، الى ان بانت خيوط الشمس ، انزلقت ومشيت في الغابة، وكلما تقدمت كنت اسمع صوتا خافتا ، لأتفاجأ بان الجنية عالقة في قنينة ماء.
وهي ترجوني ان اطلق سراحها،
اشرت لها ان تصبر قليلا ريثما اجد طريقة لاخراجها.