الجزء 5 من ملحمة ” جفرا ”
للكاتبة والشاعرة دوريس علَم خوري
-×-×-×-×-
جفرا … أنتِ غزالتي الصغيرةُ
وأغاني شَمْسِيَ المَضْوِيّةِ في كلماتي !
فوقَ شَفَتيْكِ سأكْتُبُ عنْ حُمْرِ التُّوتِ
سأكْتُبُ … عن أرْجُوانِ صُورَالبحريةِ
سأكْتُبُ فوقَ هديرِ الموجِ لحظةَ الذَّوَبَانِ
بَعْدَهَا أغْرَقُ في نَشوةِ أمْطَارِك
كعُصْفورٍ يَرْتَعِشُ بَلَّلَهُ قَطْرُ النَّدى
أصْحُو …فأنهَضُ مِنْ شُقوقِ الصُخورِ
مثلَ النَبْعِ أهْدُرُ مِنْ ذُرَى حُبِّكِ
فتُشْرِقينَ مِنْ جديدٍ بالأملِ . . .
ومِنْ قَلْبِ الجبلِ … أحْتَسي
مِنْ ثغْرِكِ … ماءَ الحياةِ …
جَفْرا … هُزِّي جِذْعَ نخلَتِكِ
وفي رجْفَةِ الصَّقيعِ مِنْ حبَّاتِ رُطَبِكِ أشْبِعيني
ولِلَحْظَةٍ التَحِفي في ثوبِ التُوتِ والورَقِ
يا ربةَ العِشْقِ ويا ربةَ الجمالِ
يا زهرةَ الشَمْسِ عيْناكِ أشرَقَتْ عَسَلاً
خمسٌ مِنَ العَذارى لنْ يَسِرْنَ على هُداكِ …
ضَلَلْنَ الطريقَ أطْفأُنَ مصابيحَهُنَّ
وَكَمْ مِنْ عذارى جَاهِلاَتٍ
… بِعْنَ الزيْتَ بالقُبَلِ
بلْ غَفوْنَ فوقَ أعشابِ الغزَلِ
عَطِشْنَ مِن حروقِ الشَهْدِ
عَطَشاً مَغْموساً بِرَغْوَةِ النَّارِ والخَجَلِ
لا لنْ يحضُرْنَ العُرْسَ ولنْ يُشاهِدْنَ العريسَ
مَنْ مِثلُ فِطْنَتِكِ يا من تسيرين دربْ النورِ في صحوةٍ
جفرا يحْتلُّني عِشْقُكِ البحْريُّ وتمَاوُجُ شُطْآنِكِ
أشُمُّكِ في هواءِ البحرِ وفي مَوْجِكِ أغْتَسِلُ
… هَيِّئي لي سريرَ الوَرْدِ
وفوقَ مَوْجِكِ يَأْخَذُني حَنيني إلى وطَني
لا ليْسَ يَراهُ سِوايَ وسَأَظَلُّ فوقَ صَدْرِكِ
غيْمَةُ مَطَرٍ تَرْتَشِفُ عَصيرَ التُّوتِ والغَزَلِ
حينَ أراكِ … أشْعُرُ بِنَشْوَةِ الشَّبابِ !
أعِيدي لي قلْبي كيْ يذوبَ في شهْدِ عيْنَيْكِ
إلى هُناكَ … حيثُ تَرَكْتُ قلبي أبْحَثُ عنهُ