يا تَأَوُّهَ الشّرق
للشاعر بلال رامز بكري
-×-×-×-×-
سَمِعْتُ تَأَوُّه المَدَى
صوتًا وئيدًا
هَمْهَمَةً تُشْبِهُ حَشْرَجَةَ النّوْرِ في الأصيلْ
همسًا يَخْجلُ من التَّأَوُّهِ
صهيلًا لا يُشْبِهُ الصهيلْ
وإيقاعًا يملأ كلَّ ما في الأُفُقِ
منِْ صَدَى
هُوَذا الشرق إن تأَلَّمْ
قد تحتلّه الجحافلُ
وتَسْتبيحُ حِماه كلُّ الأساطيلْ
لكنّه وحدَهْ
الذي حازَ شَرَفَ احتلالِ المَدَى
ولا أحدَ غيْرَهْ
يَعْرِفُ أبجديّاتِ النورِ والزهورْ
ويعْرِفُ من الحجارةِ والصخورْ
كيف يستَوْلِدُ النَّدَى
يا تأوّهَ الشرق
يا تأوّهي
ويا تألّمَ الشرق
يا تألّمي
لا أقولُ
أَعِدْني إِلَيْكْ
رغم وجع الغيابْ
واشتهاء الإيابْ
ولكنّي أقولُ:
عُدْ إِلَيْك
ففي اغترابِكَ عنك
تَعَاظَمَ الغَيْظُ
وتكاثَرَ الفَيْظُ
واستَفْحَلَ الرَّدَى
عُدْ إِلَيْكَ
فلا استقامةَ للمعمورةِ كلّها
إلاّ بعودتك إليك
فهي عين الصوابْ
وأمل ذوي الألبابْ
وأصل الهُدَى
(بلال رامز بكري)