ميزان الزمان – كتب يوسف رقة :
اختارت الهيئة العربية للمسرح النجم المسرحي اللبناني رفيق علي أحمد ليلقي رسالة المسرح العربي في احتفالية يوم المسرح العربي المقرر في 10كانون الثاني 2022 ( يناير ) المقبل ، طبعا اختيار رفيق علي أحمد مدعاة سرور وفرح لنا نحن المسرحيين اللبنانيين ، كون لبنان لا يزال على لائحة الابداع العربي ، والحمد الله ، ولكن ماذا سيقول الفنان رفيق علي أحمد في رسالته للمسرحيين العرب ؟
هل سيحمل الهّم المسرحي الذي يعيشه لبنان في ظل عدم الاكتراث الرسمي بدعم المسرح والمسرحيين ؟ هل سيقول لهم أنّ لبنان الذي عاش الفترة الذهبية في اطلاق المسرح إلى العالم العربي منذ مارون النقاش بات اليوم في العصر الحجري ؟ هل سيقول أننا نفتقر إلى صالات العرض المسرحي ما عدا أماكن لا تتعدى اصابع اليد الواحدة ؟ هل سيقول أنّ صالات العرض صارت مستودعات للألبسة وقاعات مهجورة ؟ هل يعلمون أنّ العروض التي كانت تستمر لأشهر ولسنوات هي اليوم لا تتعدى العرض ليوم أو ليومين ؟ما عدا إستثناءات قليلة تعتمد على تبني الجمعيات الخيرية لبعض العروض ؟
هل سيذكرهم يوم افتعل البعض حريقا لخشبة مسرح كان يعرض عليها احدى مسرحياته بسبب افكار قالها على تلك الخشبة ولم تعجب جهة من الجهات ، هل سيتحدث عن حرية التعبير المقدسة ؟ هل سيذكر أنّ القرية السياحية التي انشئت في وسط العاصمة لم تلحظ وجود خشبة مسرح ؟ وأنّ مسرح حسن علاء الدين اليومي ( شوشو ) قد تهدم وغابت معالمه من الذاكرة لأنه قال يوما ” أخ يا بلدنا ” ..
هل سيكشف رفيق علي أحمد ، أنّ معظم العروض التي شهدها لبنان في القرنين الماضيين كانت تعتمد على دعم من سقارات ووزراء خارجية بعض الدول الأوروبية ، وأنّ تلك العروض لم تك تستمر لأكثر من ليلة أو ليلتين ؟ أنّ هذا الدعم الخارجي لم يكرس عودة المسلرح إلى بلادنا بسبب غياب الخطط للجهات المعنية بالثقافة في بلادنا ، وأنّ دعم وزارة الثقافة اللبنانية كان عبر شراء بطاقات العرض ليوم الافتتاح فقط !!
ماذا سيتحدث رفيق علي أحمد ؟
عن دور المسرح ؟
المسرحيون جميعهم يعرفون هذا الدور ، المسرح للترفيه ، المسرح للمتعة ( كما قال بريشت ) ، المسرح لتفجير الوعي الاجتماعي من أجل التقدم وتغيير المفاهيم البالية ، من اجل بيئة أفضل ، من اجل تغذية الروح الانسانية والابتعاد عن العنف ، من أجل التوعية على الحقوق والواجبات ، من اجل حقوق المرأة ونبذ الاعتداءات والتحرش الجنسي ، من أجل العدالة والمساواة والحق في الحرية ورفض الاحتلالات والاحتواءات والتمسك بالأوطان .. واللائحة تطول..
أقترح على صديقي الفنان رفيق علي أحمد أن يكتفي فقط بقرع ” الجرس ” ..وإن الله يحب المحسنين ..
البيان الاعلامي للهيئة العربية للمسرح :
الهيئة العربية للمسرح تختار رفيق علي أحمد ليكون صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح.
اسماعيل عبد الله: اليوم العربي للمسرح، يوم للتفكر والتفكير والتمعن والتدبير.
رفيق علي أحمد: نحن كمسرحيين في الوطن العربي جزء فاعل ومتفاعل مع هذا العالم وما يحدث فيه.
اختارت الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح الفنان اللبناني رفيق علي أحمد ليكون صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح الذي يصادف في العاشر من يناير 2022، وبهذا يكون رفيق علي أحمد القامة العربية الخامسة عشرة التي تلقي رسالة اليوم العربي للمسرح التي انطلقت في العاشر من يناير 2008، حيث بدأت برسالة د. يعقوب الشدرواي من لبنان، ثم سميحة أيوب من مصر، وعز الدين المدني من تونس، ويوسف العاني من العراق، وسعاد عبد الله من الكويت، وثريا جبران من المغرب، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من الإمارات، ود. يوسف عايدابي من السودان، وزيناتي قدسية من فلسطين، وحاتم السيد من الأردن، وفرحان بلبل من سوريا، وسيد أحمد أقومي من الجزائر، وخليفة العريفي من البحرين، والهيئة العربية للمسرح (ممثلة بأمينها العام اسماعيل عبد الله).
الأمين العام اسماعيل عبد الله صرح بهذه المناسبة قائلاً
إن اليوم العربي للمسرح الذي تميز برسالة قامة عربية مبدعة وتوالى على تقديمها نخبة من المبدعين أصحاب البصمة الجلية في حياتنا المسرحية، صار يوماً للتفكر والتفكير، والتمعن والتدبير، فرسائل المبدعين منارات على الدرب، ومشاعل حين تدلهم العتمة، وخلاصات التجارب والمعاني، وما اختيارنا للفنان الكبير رفيق علي أحمد إلا اختياراً للوعي، للتجربة، للحكمة والبصيرة، اختياراً لخميرة وعصارة تجربة متفردة يحق لصاحبها أن يقول ويكشف ويثري ويغني، وبهذه المناسبة نؤكد أن معيارنا في اختيار اصحاب الرسائل كان دوماً الانحياز للتجربة والأثر، والإيمان بأن لدى مبدعينا ما يقولون للمسرح والحياة.
الفنان رفيق علي أحمد صاحب الرسالة عبر عن اعتزازه وفخره بتشريفه بهذا التكليف من لدن الهيئة العربية للمسرح، وأضاف بأن رسالته ستحمل الاسئلة التي لا يخفى جوابها على أحد، لكن هناك من يريد طمس الأجوبة، وبأن رسالته ستكون بياناً آنياً حاراً، كما هي رسالة إنسانية مفتوحة ومطلقة، فنحن كمسرحيين في الوطن العربي جزء فاعل ومتفاعل مع هذا العالم وما يحدث فيه. من الجديد بالذكر أن كتاباً بعنوان (الراوي – الممثل على خشبة الحياة) سوف يصدر بهذه المناسبة وهو كتاب سطر فيه رفيق علي أحمد سيرته الفنية والإنسانية بأسلوب درامي شفيف، وسيشكل هذا الكتاب إضافة مهمة للمكتبة العربية وكتب رصد التجارب المسرحية الإبداعية من خلال سير مبدعيها