التاريخ: 04/12/2021
مقالة رقم: 49/2021
مكتبـة ديـر مـار يعقـوب
بقلـم: رشـا بركــات– حكايــات رشـا (رايتـش)
مكتبة دير مار يعقوب في القدس عاصمة فلسطين التابعة لأرمن فلسطين الأحبة.
كتبت في مقالتي البحثية / حكايتي السابقة بعنوان “الأرمن في فلسطين” نبذة عن هذه المكتبة حيث كان هدفي إلقاء الضوء على الديمغرافية المتنوعة في فلسطين ومن ضمنها الأرمن وعرضت فيها عن الأملاك والمعالم والمراكز ومن بينهم مكتبة دير مار يعقوب في القدس كالتالي:
” هناك مكتبة شهيرة، تم تأسيسها سنة 1929 بتمويل وتبرع من الأرميني غولبنكيان. تحتفظ هذه المكتبة بوثائق تاريخية مهمة جدًا سأكتب عنها لاحقا. وفي الدير أيضاً متحف تم افتتاحه سنة 1978. أما “مطبعة الأرمن” فقد تم تأسيسها عام 1848 بيد الأرمن الغريغوريون في القدس (سأشرح عنهم في مقالات أخرى).”
يعود سبب تسمية مكتبة دير مار يعقوب لأنها تقع في الدير ذات نفسه. دير الأرمن في القدس، دير مار يعقوب، في حارة الأرمن جنوب غرب البلدة القديمة. وكما ذكرت أنه تم تأسيسها سنة 1929 على يد الرهبان الأرمن وبدعم وتبرع من الأرميني النافذ غولبنكيان في ذاك الوقت. تكمن أهمية هذه المكتبة على احتفاظها وضمها لأكبر مجموعة من المستندات والوثائق والتي يعود أغلبها إلى الزمن المسيحي الأول كما تبين لي من خلال قراءتي المتعددة عنها ومن مصادر مختلفة ومنها مصادر تابعة للأرشيف الفلسطيني والدراسات. كذلك، فإن المكتبة تذخر بالأرشيف المصور وغيرها ولكن لا يمكن لأي كان السماح بالدخول لقراءة هذه المستندات والوثائق والصور والمخططات والمعلومات إلا بإذن خاص من البطريرك ذات نفسه أو يده اليمنى والمفوض بإسمه.
أنا أحترم هذا التصرف للحفاظ على هذا الأرشيف المهم والضخم وبكل ما احتوى من دقة وشفافية أو من كتب تحتاج لمزيد من التدقيق بعد، لكن هذا الفعل يحمي أرشيفنا من أي مس ودس وحرق وطمس وتزوير خاصة في ظل الاحتلال.
إضافة إلى أرشيف الوثائق الذي يبلغ عدده ستون وثيقة هناك ما يعادل حوالي ثلاثة آلاف وسبعمئة مجلد ومخطوطة كذلك براهين ومستندات تفوق ما تم أرشفته في بعض البلدان عن الأرمن، من العثماني والمملوكي وحجج الحقوق في الأرض المقدسة ووثائق القوانين التي أصدرها الحكام المسلمين تتعلق بالأرمن عبر التاريخ إضافة إلى ما يتعلق بمراسم الحج والضرائب وغيرهما.
كما نوهت في الأعلى، أن هناك في الدير الذي تقع فيه مكتبة دير يعقوب، مطبعة ولا بد أن أربط ما بين المكتبة والمطبعة وأتكلم عنها لأن هناك علاقة وثيقة وارتباط فيما بين الجهتين في العمل والتوثيق.
أما المطبعة فقد تم تأسيسها قبل تأسيس المكتبة، سنة 1848 من قبل الأرمن الغريغوريون المقيمون في القدس الشريف.
فمن هم الأرمن الغريغوريون؟ وما سبب تسميتهم؟
لقد تمت تسمية فئة من الأرمن بالأرمن الغريغوريون نسبة للقديس “غريغوريوس المستنير” بحسب الأرمن وهو ما يعرف بالإنكليزية ب St. Gregory the Illuminator
تمت تسميته بهذا الإسم وفق ما رآه أخوتنا الأرمن منه وكما يقولوا: “من نور”. أحبوه واتبعوه وتفاءلوا بأعماله حتى أسموه أيضاً ب “رسول أرمينيا”.
كان “غريغوريوس المستنير” شفيع مدينة إيطاليا باختيار الشعب الإيطالي سنة 1936 وقيّمه علماء اللاهوت الأرمينيين أنه المؤسس الأكبر للكنيسة الأرمينية. لماذا؟ لأن ملك أرمينيا اعتنق الديانة المسيحية على يديه فصارت أرمينيا أول بلد في العالم تدين بالمسيحية وفق الملك كما تم تناول هذا الأمر في الأرشيف الأرمني.
أنا لا أملك الحقائق التاريخية ولكنني أنقل ما تقدم أمامي من معلومات بفعل القراءات الأرشيفية حول هذا الموضوع.
ومن هنا، نجد أن الأرمن الغريغوريون قد أسسوا هذه المطبعة ومن ثم نما الأمر ليتم تأسيس مكتبة دير مار يعقوب من قبل الرهبان الأرمن، في القدس بما أنها أرض سيدنا المسيح عليه السلام ومدينة الرسالة والتبشير.
أسلّم على أهلي وأخواني الأرمن الفلسطينيين وأقول لهم حافظوا قدر ما استطعتم على المكتبة والمطبعة وكل هذه المخطوطات وهذا الأرشيف الضخم لأننا مهددون جميعا بالابادة والتطهير .