( الإعلامية كلود صوما تستضيف الشاعر زياد عقيقي في ” ورد الكلام ” )
-×-×-×-×-
كنت عم إلعب معن الزرار
ما عرفت إنّا هيك…هاللعبه
كان العتم جوّا العتم ختيار
والضو…حلم بيشبه الكذبه
ضوّيت قنديلي..
وهبّت نار
لا في عتم بعدو عتم
ضوّا العنب بجرار
يا نبيد صرت العيد
الما بيحبسك خمّار
يا نبيد صرت العيد
وعالعيد جينا كتار
وطقّي يا هالكذبه…
عالعيد جينا كتار
ضوّي يا قنديل الحبر
ضوّك قمر القمار
لا ساعتو بلاد السما
ولا ساعتو
آخر قصيدة بحلما
ولا سايعو … قلبي
***
ضوّي يا هالقنديل
ضوّي يا قنديل الحبِر
ضوّك إنتْ كلّما كبِر
وجّ العتم بيسيل
ضوّك إنت كلّما كبر
باب السما بيفتح شبِر
شبْر وشبِر
حبر وحبر
خلي العتم يسيل
ضوّي يا قنديل الحبِر
شايف ملايكة السما
دلّت لصوبك بالوما
وعم تسمع تراتيل…
ليكا .. ملايكة السما
مين علّما
فتحت حساب من السما
وكتبت شعر
عا صفحة قناديل ..
( قصيدة ألقاها الشاعر زياد عقيقي بمناسبة عيد القناديل الثاني )
كتبت الإعلامية كلود صوما :
لا عجب أن تشعر ايها القارىء أنك بين حروفٍ ” عقيقية ” مـألوفةٍ ، ولا يمكنك أن تخطىء بعنوانها ولا بصاحبها !
ما هو الشعر إن لم يكن ذاك الشعور الفيّاض الذي يداعب عيون وآذان وعقول ووجدان البشر ، فيصيبهم ” برعشةٍ ” لا مثيل لها !!
من هو الشاعر اذا لم يكن ذاك الذي يمّر بلحظةٍ او حالةٍ تفرض نفسها عليه دون استئذانٍ في الفجر او قبل النوم او خلال يومه ، وتُسمى الوحي او الشاعرية !!
حين التقيته للمرة الأولى ، لا أخفيكم سرًا أنني أصبت بتلك ” الرعشة ” !
كان الاحتفال بعيد القناديل الثاني , وكنتُ يومها غريبة عن ” هذا البيت ” , ولكن دفعتني حشريتي أن أحضرَ الاحتفال للتعرّف به وبكامل أفراد البيت ! تزيّنت بابتسامتي وتعطّرت بلهفتي وتوجّهت بكامل أناقتي الى المكان الذي أصبح المفضّل لديّ ، لأعانق كل وردةٍ وكل عطرٍ وكل قنديلٍ وقنديلة من “قناديل سهرانه ” !
..وها هو ” قمر ” القناديل زياد عقيقي وها هي الغالية رولا زوجته يستقبلانني بكل محبةٍ وحفاوةٍ !
من يومها ، ( ايلول 2013 ) ، كانت البداية وما زالت مستمرة مع “بيت” تسكنه المحبة والموّدة ، و تصدح فيه أصوات الشعر عذوبة وألقاً وجمالاً،
ومع شاعرٍ ممّيزٍ لا يشبه الا نفسه !
كم يلزمني من كلمات ” ضوئية ” لأخبر عن شاعرٍ يستوطن القلب ، حضورُه عيدٌ ، قصيدتُه ترتيلة ، همسُهُ دفءٌ ، بوحُه عِطرٌ ،حروفُه تعانق السماء وتحضن السحبَ ألقاً وابداعاً .. !
انه الشاعر والمرّبي ومنّسق اللغة العربية والاعلامي المتخّصص بالشعر والأدب والثقافة ومقّدم برنامج اذاعي يعنى بالثقافة والشعر منذ اكثر من عشرين عاماً ، انه زياد عقيقي رئيس ومؤسس منتدى ” قناديل سهرانه ” العريق ..
معه نبدأ رحلتنا ..
_
* زياد عقيقي ..من أنت؟
– أنا إنسان عادي قرأتني المرايا اكبر من حقيقتي…فصرت في فصام بين حقيقتي والمرايا..
*كيف بدأت الكتابة؟
– بدايتي مع الكتابة تعود إلى عمر مبكر ..مبكر جدا يلامس تفتح الوعي بين الثامنة والعاشرة ..كانت البداية شفوية لتتحول إلى القلم , إلى فضاءات الحبر الأزرق..
* كيف تحوّلتَ من الفصحى الى العامية؟
– كانت قفزتي الأولى إلى مدار الشعرية مع كتاب (وردة المستحيل ١٩٩٤) وكنت من خلاله أسعى إلى جواز عبور للشعرية … غير أني أمام مرآة ذاتي أيقنت أن الشِعر جنين قلب ..والقلب لا ينبض بالفصحى بل بلسان الذات .. حقيقة الذات .. من هنا جاء الإصدار التالي أقرب وأقرب , أعمق و أصدق تعبيرا عني .. وبالمحكية..
*لِمَ اصداراتك ضئيلة؟
– أنا غير مقلٍّ إبداعا..غير أنني لا أملك ترف الوقت لجمع إبداعاتي في كتاب .. ولو رغبت لاستطعت إصدار العشرات من الدواوين في حفنة من سنوات .. لكنني أتقصّد التمهل في النشر لأقدم جديدا بل تحّولا أدبيا لا كمًّا ولا ما يملأ الرفوف..
* عنوان القصيدة له قوة إيحائية ، كيف تختار عناوين القصائد؟
– هي من تختار اسماءها…فلا قيمة لعنوان لا يوسع مدى الشعرية للقصيدة … ولا يمكن أن ينزل العنوان بمظلة على مروج الكلمات .. العنوان طفل القصيدة البكر .. صرختها الأولى والكبرى..
* هل بلغ الشعر والنثر العربيان بعضاً من ذروتهما قديماً ؟
– بالطبع بلغاه يوم كان سقف السماء قريبا من وعي الناس ومخيلاتهم…في مخزوننا الأدبي منارات وناطحات سماء دهشة..الا أن السماء الشعرية والنثرية اليوم باتت أعلى من ابراج القصيدة القديمة ومن الوان النثر جميعها.. فالأدب كائن حيّ يتطور ويسمو بتطور الإنسان وتسنمه أولمب إنسانيته.
*ما هي القصيدة العربية التي بقيت راسخةً في ذهنك بعد قراءتها؟
– لا قصيدة واحدة بالتحديد..بل مناخات شعرية لشعراء من حقب متنوعة بقي رنين قصائدهم حاضرا في ذاتي من المعرّي إلى الحمداني إلى السيّاب والبياتي ودرويش وأدونيس ..وربما لقلاني المساحة الأوسع..
*كيف تنظر الى ضمير المتكلم في الاعمال الشعرية والأدبية؟
-ضمير المتكلم نعمة ونقمة في آن معا…هو الشاحن الأول للشعرية .. غير أنه متى تورّم وثقل بات عبئا على الكلمة وعلى المتكلمين…الأنا عصب التجربة الشعرية..ولكنه ما لم يتبرعم ويزهر ال (نحن) فهو أثقال على الجماعة الإنسانية.
** أخبرنا عن منتدى ” قناديلك السهرانه ” .. كيف تراه في المستقبل ؟
-قناديل سهرانه..كانت حاجةً في زمن اغتيلت فيه الكلمة واختطفت خلاله الإنسانية إلى غابات التسطح والثقافة الرقمية التي علّبت الحلم الإنساني واسرت الإنسان عن تحقيق ذاته الكبرى…
بدأت الفكرة في برنامح إذاعي شعري عام ١٩٩٧ واستمرّ عبر ” لبنان الحر” حتى يومنا…ومنذ عام ٢٠١١ انتقلنا إلى شبكات التواصل الاجتماعي لتصير القناديل مجموعة أدبية تضم الفين ونيّفاً من الشعراء اللبنانيين والعرب في أربع جهات الأرض..ولم يعد خافيا دور القناديل الريادي والفاعل في إطلاق شعلة النهضة الشعرية الحديثة…وهذا مدعاة افتخار واعتزاز كبيرين…
وأنت يا كلود خير العارفين بإنجازات القناديل ودورها الفاعل كونك سفيرتها وشعلة الحياة فيها منذ عام ٢.١٣ حتى اليوم وإلى مستقبلها الذي أراه زاهرا متى تفرّغتُ، وقريبا، من انشغالات الحياة لأعود إلى الكلمة ..إلى مائها وفضائها…
* هل من سؤالٍ لم أطرحه وتحب التكلم عنه ؟
– كنت ارغب لو سألتني عن الواقع الأدبي ..وكنت لأجيب بأنه يتطلب الكثير من الغربلة .. فمرحلة الإطلاق والتحشيد إلى الشعر قد أُنجزت وها المرحلة الأهم وهي الغربلة لننطلق خفافا إلى التحليق في فضاء الكلمة الأعلى..إلى أنجم إنسانيتنا العاليات…