(جزءٌ من قصيدة : الثلاثون )
( للشاعرة اللبنانية ريف حوماني )
-×-×-×-×-
أنا الثلاثون
طائري في عنقي
كلّما أسلفتُهُ أرضيَ الطيبةَ
أوهمْتُهُ سلامتَهُ ..وطويْتُهُ مرتين
لا أُسمِعُهُ هتاف السعداءِ
لا أُسْمِعُهُ هتاف الأشقياءِ
طائري في عنقي..وجاء حبّي مقطوعاً
أنا الثلاثون
أنا العاصيةُ كلّ فجرٍ مستطير
أعترض في العزلة الهشّة وأستطيل
أتصدّع من أوَّل المرآة إلى آخرها
وأتشظّى في أنين الخاطئين
أنا الثلاثون
كأنّهمْ أشركوني مع الله
وأدرجوني في اسْمِيَ العليل
كأنّ الله لم يؤاخذني بهم
كأنّه عدّاني عند الرفعِ
وأقامني مُقام فالجٍ في الساقيْنِ
كأنّه أصَح ابتداء هذا الكونِ ..بي
أنا الثلاثون
أنا فقيدة الرحلة التي تفلّجتْ أقدامُها على طرقاتِ الخلود
أَسْلفوني حُزنَهُمُ الأبديَّ ..وذهبوا بي الى التأكيد
أَسلَفوني تآويه الهوى
ومدّوا جسمي على عُدَواءِ اضجاعاتي
وأسلفوني الردفَ المُستدقَّ
وأسلفوني برْد أسحاري
أنا …
إثنان من أسماء العذاب أنا
يخلقني النهار في حالِ طينتي
انا المَطينُ
طائري في عنقي
اجرّبه مع الأحياء والاموات
أنا المَطينُ
ويَصرَعُني الفضاء الذي لا يقوم حتى يموت.