التاريخ: 22/10/2021
المقال رقم: 46/2021
تراسنطــا
بقلـم: رشـا بركــات– حكايــات رشـا (رايتـش)
“….يا حكايتي يا حكايتي…عن مدرسة بمدينتي…”
مدرسة تراسنطا الثانويّة في يافا
تأسست مدرسة تراسنطا الثانوية في مدينة يافا في القرن الثامنَ عشر من العام 1730.
كانت عبارة عن ابتدائيةٍ وإعداديةٍ صغيرة في دير القديس بطرس في البلدة القديمة ونمت وتوسعت. إنها مدرسة خاصة للآباء الفرنسيسكان.
كان هناك قسمين للمدرسة. قسم ومدرسة خاصة للبنين وأخرى للبنات إلى أن تم دمجهما عام 1974 للإعدادي والثانوي أما القسم الإبتدائي فقد تم دمجه حتى العام 1987.
الجميل والمتميز في مدرسة تراسنطا العريقة في يافا، هو فوزها بالمراتب الأولى في أكثر من موضوع، بحسب ما تم توثيقه من قبل إدارة المدرسة، على صعيد المدارس العربية لدى الاحتلال وكذلك على عموم المدارس على التراب الفلسطيني المحتل.
لن أتطرق في حكايتي إلى الأمور التقنية في المدرسة بحيث أنه بإمكان الجميع القراءة عن تفاصيلها ولكن، إن هدف حكايتي هو الخوض في أهمية الجهود الفلسطينية المبذولة برغم الإحتلال المرير وكل تفاصيل التحديات.
فمن أهداف مدرسة تراسنطا بالدرجة الأولى، هو الحفاظ على مكانتها التربوية العالية وتعليم أكبر عدد ممكن من الطلاب بشكل نوعي ومتميز إضافة إلى دعم الكينونة المسيحية في فلسطين مع الإحتفاظ بمبادىء الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة في ظل تهويد أمكنة فلسطين وتطويع ما تبقى من شعب فلسطيني فيها ينادونه اليوم بالعربي وليس الفلسطيني لكي يتم محوه/محونا نهائيا مع الوقت. لكن، مدرسة تراسنطا لا تعتمد على تعليم الطائفة المسيحية فحسب، ففيها مسلمين ويهود من منطلق الرسالة التعليمية السامية والتي أمرت بها الأديان كافة ودعا إليها سيدنا المسيح عليه السلام عندما أمر تلاميذه المبجلين الكرام بضرورة العلم.
عن إدارة تراسنطا بما يختص بالأهداف، التالي الذكر:
“تنبع أهداف مدارس تراسنطا من هويتها. ويمكن إجمالها في النقاط التالية:
التعلم: تهدف مدارس تراسنطا الى تجهيز طلابها بالعلوم اللازمة التي تنمي قراءتهم العقلية، وتُعدّهم لمزاولة دورهم في المجتمع وتقدمه.التربية: لا يُفصل التعلّم عن التربية، التي تعمل على تنمية شخصية الطلاب بحيث يكونون أصحاب تحليل وفهم وتقويم ونقد وخيار وقرار وعمل. وتقع التربية الدينية ضمن هذا الهدف التربوي على أساس انها إحدى المقومات الأساسية في حياة الانسان.الثقافة: المدرسة مكان ثقافي بمختلف معاني الثقافة. فهي تضع طلابها على صلّة بالموروث الثقافي للإنسانية وللمجتمع الذي تعيش فيه، وتطور رؤية للعلاقة بين الايمان والثقافة، وتعمل على اكتشاف مواهب الطلاب الثقافية، كما وتعمل على تطوير أنماط سلوك وتفكير تساعد على بلورة ثقافة إنسانية رفيعة في المجتمع المحلي في شتى مجالات الحياة.تنشئة الانسان الشامل: تسعى المدرسة إلى تنميّة جميع نواحي الحياة الإنسانية، والذهنية، والعاطفية، والنفسية، والجسدية، والإبداعية، والأخلاقية، والروحية، والدينية.
الثقافة: المدرسة مكان ثقافي بمختلف معاني الثقافة. فهي تضع طلابها على صلّة بالموروث الثقافي للإنسانية وللمجتمع الذي تعيش فيه، وتطور رؤية للعلاقة بين الايمان والثقافة، وتعمل على اكتشاف مواهب الطلاب الثقافية، كما وتعمل على تطوير أنماط سلوك وتفكير تساعد على بلورة ثقافة إنسانية رفيعة في المجتمع المحلي في شتى مجالات الحياة.
تنشئة الانسان الشامل: تسعى المدرسة إلى تنميّة جميع نواحي الحياة الإنسانية، والذهنية، والعاطفية، والنفسية، والجسدية، والإبداعية، والأخلاقية، والروحية، والدينية.
وعليه، تهدف مدارس تراسنطا الى تنشئة:
” الانسان المؤمن والمواطن الأمين.”
إرتباط مدرسة تراسنطا بالمجتمع
خلال بحثي وقراءتي حول مدرسة تراسنطا في مدينة يافا، لفتني حضورها الإجتماعي وصياغة أهدافها الإجتماعية كالتالي:
“التربية التي تتوفر في مدارسنا تتمثل في إفساح المجال لجميع الشباب. بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أو أجناسهم ليحصلوا على التربية التي هي حق من حقوقهم، النابعة من كرامة الشخصية الانسانية. تسعى مدارسنا اسوة بسائر المدارس الى تحقيق أهداف ثقافية الى جانب تنشئة الشباب انسانية شاملة.
ولذلك ينبغي أن تعطى قيمة جديدة للتربية التي تقدمها مدارسنا لتصبح وسيلة للخروج من الفقر ومن الظلم الاجتماعي، ولتهيئة الناس الى السلام والتضامن ونمو جميع شعوب الأرض.
على مدارسنا أن تربي الطلاب على العمل المجدي لخير المدنية الدنيوية، وتعدهم في الوقت عينه، الى ترسيخ الخلق والفضيلة في المجتمع من حيث أنهم، بفضل تمرسهم بحياة مثالية أخلاقية، يصبحون ضمير خلاص للبشرية.
على مدارس تراسنطا أن تعتني اعتناء خاصًا بالفقراء.”
أنا لم أذكر التقنيات المهنية في المدرسة كما ذكرت سابقا ولاعن التفاصيل الإدارية الأخرى، ولكنني أشدد على أهمية تناول المراكز التربوية والتنموية والثقافية بأشكالها في بلادنا المحتلة وكيفية مواجهة شعبنا الفلسطيني لهذا الإحتلال بمنتهى الإيجابية والعراقة. فوجود مراكز فلسطينية متنوعة يحتاج لكثير من الدعم إن على الصعيد المادي و/أو على الصعيد المعنوي الشامل. مديرة مدرسة تراسنطا الحالية هي الأستاذة جولييت خليل وهي تحرص على إبقاء روحية المدرسة بعيدة عن المهاترات السياسية من أجل الحفاظ على هذا المكان المقدس لتخريج أجيال متعلمة من مهمتها الدفاع عن وطنها بالشكل المتقدم المطلوب، نفسها بنفسها، ولأن واقعنا الفلسطيني يحتاج للمناورة والذكاء وكثير من الوعي والحكمة. طبعًا، إن مدرسة تراسنطا في يافا تقوم برحلات ثقافية واجتماعية للطلاب من أجل تعزيز بناء طاقاتهم من ناحية ودمجهم مع كافة النواحي الإجتماعية من ناحية أخرى. تراسنطا.