دوحة ثانية للمرفأ؟
لا يحتمل الأمر أي إلتباس. موقفان واضحان وضوح الشمس:
1-موقف الثنائي من عدالة القاضي بيطار، في جريمة تفجير مرفأ بيروت.
2-وموقف المعارضين.
النزول إلى الشارع والإحتكام إلى السلاح، مسألة لا تحتاج إلى كثير من الإجتهادات. مسألة لا تحتاج لشرح أو تفسير.أو لكثير من البراهين.
النزول إلى الشارع وحمل السلاح، وتفجير الدولة من داخلها، وتفجير لبنان، وتفجير بيروت، والعودة إلى الحرب الأهلية، غيوم شديدة السواد، بدأت تتلبد في سماء قصر العدل. لأن العدالة مجرد وجهة نظر، هكذا كانت وهكذا ستبقى. ولا جديد تحت شمس لبنان.
كان ظهر يوم الخميس(14 ت1- 2021)، وحتى بزوغ شمس اليوم التالي، يرسم حدود الصراع الدموي الطويل، على “تحقيقات المرفأ”.
لا صلح ولا إعتراف ولا تنازل في قضية مرفأ بيروت. ولو إحتاج الأمر إلى تدشيم البلاد من جديد. ولو إحتاج الأمر لعودة خطوط التماس. ولو إحتاج الأمر، لنحر حكومة الأسابيع المتبقية للإنتخابات.
(…..)
ذاهبون حتما، إلى التعطيل: تعطيل الحكومة وتعطيل الدولة وتعطيل البلاد، وتعطيل الإنتخابات. هذا هو الثمن الذي يجب على اللبنانيين أن يعرفوه منذ اليوم. وأن يعرفه، على الأرض، كل من يريد زيارة لبنان. أو كل من يريد، أن يقف على خاطر لبنان. أو كل من يهمه أمر لبنان.
ليس هناك سر من الأسرار، في الحروب التي زحفت بجنازيرها، على لبنان، وسوته بالأرض فيما مضى، أقله منذ 13نيسان العام 1975، حتى الآن.
المتآمرون ليسوا في عجلة من أمرهم. فلتأخذ الحرب مداها، في الآلة والأدوات والزمان والمكان. فالتأخذ الحرب مداها، من الهدم والقتل والتقتيل، والرجال والدماء. حتى تكون “جنيف” و”لوزان”. أو حتى تكون “الطائف” و “الدوحة” إو حتى …..
(….)
لم تعد الأمور في تفجير المرفأ، أقل من مؤامرة دولية. فمن من اللبنانيين، من من المتنازعين اللبنانيين، يستطيع أن يحمل أوزار تفجير بيروت بما يعادل “قنبلة ذرية”.
دعونا من دولة، من حكومة، من ثنائي… دعونا من معارضيه أيضا. دعونا من الشهداء من الضحايا. دعونا من الخسائر. دعونا من دماء الأبرياء.
دعونا من كل ذلك وأكثر. فهذا كله لبنان. وباب المرفأ، باب التحقيقات في إنفجار المرفأ في الذكرى المئوية لتأسيس الكيان، إنما هو باب الجحيم. والكل يعلم.
جريمة تفجير المرفأ بحجم حرب أهلية. هكذا هي، أو هكذا هي ستكون. قنبلة المرفأ (… )
كانت هند إمرأة أبي سفيان تحضر الموسم بعكاظ. رأت إمرأة تلبس الصدار وعليه النعل، وتشتد بالنحيب والبكاء والأشعار. سألت عنها. فقالوا: هي الخنساء تبكي أخاها صخرا في الجاهلية، وأبناءها الأربعة في بدر. قالت هند، وقد إستعظمتها: إقرنوا جملي بجملها، فوالله، إني لأعظم بلية منها.
تفجير المرفأ في4 آب، أعظم من 13نيسان…
(… )
فهل يحتاج هذا اليوم، إلى”جنيف” أو “لوزان” أو “طائف” أو “دوحة ثانية” للمرفأ؟.
د. قصي الحسين
أستاذ في الجامعة اللبنانية