( قصيدة للشاعر د. عماد الدين طه )
-×-×-×-×-×-
أمضيتُ عُمرِيَ في تفنيدِ أحوالِ
حالٌ رصينٌ و حالٌ محضُ سِريالي
وَ رُحْتُ أرفعُ مِن عقلي قواعِدَهُ
حتى تشعْشَعَ إبراهيمُ في البالِ
بدأتُ مِني لأنّي رأسُ أكْبَرِهِمْ
لا تسألوهم , أنا حطَّمْتُ تِمثالي
بعضُ التَّماثيلِ لنْ تلقَوا لها جسداً
و لا خُواراً , و لمْ تُعجَنْ بصَلْصَالِ
فَكَمْ سَجَدْتُ لأصنامٍ على ورقٍ
قدْ ألّفوها بعهدِ القيلِ و القالِ
و كمْ دفعْنا فواتيراً مُزَوّرةً
هُمْ أصْدروها بإِسمِ الصَّحْبِ و الآلِ
إذْ قالتِ النّاسُ : إرْثٌ عنْ أكابِرِنا
بِئسَ التُراثُ و بئسَ الوارثُ التّالي
اليومَ أسْلَخُ عنْ شِعْرِي أناقَتَهُ
اليومَ أخْلَعُ عنّي كُلَّ أقفالي
و الآنَ أنْزَعْ عن ثَغْري لُصَاقَتَهُ
عَلِّي أُخَفِّفُ بعد البَوحِ أثقالِي
لو جاءَ دَجّالُكُمْ لارْتَدَّ عَنْ دَجَلٍ
لَمْ تترُكُوا بينَكُمْ شُغْلاً لِدَجّالِ
الدِّينُ ليسَ بَخُوراً قابَ شَعْوَذَةٍ
الدِّينُ يبدأُ مِنْ ميزانِ بَقَّالِ
عَجِبْتُ كيفَ يُبَادُ العقْلُ في سَفَهٍ
و يُشْهَرُ الحِرصُ كُلُّ الحِرصِ لِلْمالِ
عَلِّي أُخاطِبُ جيلاً قبلَ أَدْلَجَةٍ
إِلامَ تُضْلَلُ أجيالٌ بأجيالِ ؟
أَدِينُ لِلْحُبِّ لِلتوحيدِ في سَعَةٍ
أدري .. يُكَفَّرُ أهْلُ العِشقِ أمثالي