” في هذا الصباح “
( قصيدة للشاعرة زينة جرادي / لبنان )
-×-×-×-×-
في هذا الصَّباح…
هاجرتُ إلى عينيك
هجرةَ ناسكٍ تائبٍ عن خطاياه…
لبستُ العتمَةَ وخفايا السكونِ وأسرارَ الآلام
ومضيت …
في هذا الصباح…
قرأتُكَ لُغةً في أسفارِ القساوسة
عنوانًا في أفكار المؤمنين
رسمتُكَ فارسًا إكليلُه من زهرِ العَوْسَج
آتيًا على طرْفِ غيمةٍ بيضاءَ مكلَّلةٍ بالاشتياق..
عشقتُكَ حتى الثُمالة
وارتويتُ من رحيقِ القُبَل
في هذا الصباح
أيقظتَ بأعماقي تلك الأنثى المُكَبَّلَةِ بالمودَّة
أشعلتَ حطبَ اللهفةِ المحترقِ على موعد لقاء
جعلتني أبسُطُ جناحيَّ وأحلِّقُ في سماءِ العشق
أدورُ كَمُتَصَوِّفٍ في رقصةٍ مَوْلَوِيَّة
ألوِّنُ الأحلامَ بألوانٍ قِرْمِزِيَّة
أبني قصوري من زبدِ الغيمِ المنثور
أبحثُ عن أُنثى خبَّأتْ عواطِفَها تحت ثلجٍ أبيض
أشلحُ ثوبَ الانعتاقِ في دهاليزِ العُبودية
أتأرجحُ تِيهًا على أوتارِ فؤادِك
مثلَ نغمةِ الصِّبا في مواويل العشاق
في هذا الصباح
تَكَسَّرتْ بيننا الحواجز
صَغُرَتِ المسافات
تَقَطَّرَ العُمْرُ في قارورةِ عِطر
وتَبَخَّرتِ اللحظات ..
تَوَقَّفَ الزمنُ عن الدَّوران ..
لأنكَ صِرْتَ صباحي دون باقي الصَّباحات