خاص موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي في بيروت :
..صدر حديثاٌ للكاتبة التونسية حياة الرايس كتاب: ( ” الجسد المسكون” والخطاب المضاد ” ) الذي يتضمن مجموعة دراسات وبحوث تتناول دور المرأة في المجتمع محاولة تغيير بعض المفاهيم السائدة التي تقيّد من حريتها ودورها الرائد .
موقع ” ميزان الزمان ” الأدبي في بيروت يتقدم من الكاتبة بأطيب تهانيه ويثني على محاولاتها تغير النظرة الاجتماعية الخاطئة إلى المرأة ودعوتها الى كسر الثقاليد البالية والعادات والحكايات والأساطير التي تحدّ من دور المرأة في نهوض المجتمعات وتطورها … الف مبارك للكاتبة حياة الرايس ..
مقدمة الكتاب:
..وكانت الكاتبة حياة الرايس قد كتبت في مقدمة كتابها الكلمة التالية :
هذا الكتاب هو مجموعة دراسات و بحوث، حول المرأة، في صراعها اليومي، مع السائد الثقافي و الاجتماعي و السياسي والتاريخي… لكي تكون كائنا قائما بذاته لا بغيره. مشاركا الآخر غير مرتهن اليه. و كذات قائلة ليس كموضوع للقول.
_ طرحت موضوع الأمهات العازبات، لنخرج من دائرة الإدانة و التأثيم و التعتيم… الى المعالجة الموضوعية. فقضيّة المرأة ليست قضيّة فردية و إنما هي قضيّة مجتمع بأكمله.
_ و طرحت قضية ” النساء المسكونات بالجان “. متسائلة:
ما معنى ان يسكن جسد المرأة جان؟ و من هو الجان؟
_ أظهرت الحركات الإصلاحية النسائية في بداية القرن الماضي لنساء همّشهن التاريخ …لان الذاكرة العربية هي ذاكرة ذكورية بامتياز.
_ أظهرت تراثا نسائيا، شفويا، شعبيا، منسيا، مغتربا غربتين: غربة طغيان الثقافة الرسمية. وغربة طغيان المدوّنة الذكورية. في حكايات و أساطير ” أهل الجزيرة”
_ احتفيت بنصوص نساء، أعدن قراءة تاريخ شخصيات تونسية، نسائية. مثل ” الكاهنة البربرية ” في علاقتها بحسان ابن النعمان من طرف المسرحية القديرة وحيدة الدريدي …
_ أعدت قراءة شخصية ” علّيسة ” المتأرجحة بين الحقيقة و الخيال. بين الواقعي والأسطوري. صانعة مجد قرطاج و عظمتها.
كلمة الغلاف الأخير :
وعلى الغلاف الأخير لكتاب الجسد , دونت الاستاذة حياة الرايس الكلمة التالية :
إن كل سلطة تكاد تقوم على عنف واقعي أو رمزي تجاه الجسد. وكل سلطة تعد بمثابة عمليّة تطويع للجسد واستراتيجيه هيمنة، تجعل من الجسد رهانها وهدفها وأداة سيطرتها. والسلطة تقوم بتوظيف سياسي للجسد، من إرغام وحرمان و فرض و منع و تحريض و عقاب وحبس… كما أن النظام الاجتماعي يوّلد أجسادا خاضعة ومتمرسة ومطيعة … فما من سلطة إلا وتقوم على أساس جسدي ما.
إضافة إلى هذا الخضوع الجمعي العام للجسد، فإنّ جسد المرأة يخضع لسلطة مزدوجة. فهو واقع تحت سلطة العام من جهة: النظام السياسي والايديولوجي القائم. و سلطة الخاص: في النظام الباطرياركي، المجتمعي، الذي يكون تابعا فيه لسلطة الرجل وملكا له: أبا أوأخا أو زوجا أو أمّا أيضا. باعتبارها تجسّد قيم الذكورة و تستبطن خطاب المجتمع الأبوي .
يحاصر الجسد الانثوي، في فضاءات مسيّجة: كالبيت والحمّام. وإن كانت باعثة على الإيهام ومطبوعة بالإيروسية… هذان الفضاءان يحتويان جسد المرأة، في حين أنّ المدينة (الشارع) ترفضه. وتظلّ مهووسة بالرغبة في المرأة بفعل غيابها في حدّ ذاته.
ومن المفارقات الغريبة: أنّ هذا الجسد المنبوذ، هو جسد محتفى به أيضا. فالحمّام و الاغتسال و الحنّاء و النقشة و كل مظاهر الزينة و الشعر الأسود و العيون السود و الامتلاء هو رأس مال يمثل سلطة اجتماعية أيضا يجب حمايتها .
فهو، في الوقت ذاته ـ موضوعا للرغبة، لارتباطه بالجمال و الاغراء و الاثارة …
و مصدر قوّة، لما له من قدرة على الخصوبة، تضمن حفظ النسل والتناسل واستمرارية البقاء ….
و من ثمّة كانت ضرورة محاصرته و إخفائه تحت ألف حجاب وحجاب و سجنه بين اربعة جدران.
لذلك فهو يحتاج إلى قيادة والى ربّ والى حاكم و الى قانون .