الجزائر – كتبت الفنانة التشكيلية سمية صالح فراڨة :
ياتي الربيع
محملا بجميع انواع الزهور التي تحمل بين طياتها اجمل الذكريات والأحلام , التواقه لغد مشرق ومبتسم غير مبالية بالأمس, لكن الذكريات الحزينة التي نحملها فيها ما زالت تمطر شوقا لأناس احببناهم , أناس حالت ايام الدنيا بيننا فمضى كل منا في طريق ..
لكن يبقى ذلك الاحساس الذي طبع يوما ما , في ثواني أجزاء من ساعات الجمال في اعمارنا راسخ في ذاكرتنا و في قلبنا وفي دواخل زاويا مظلمه تسمى حنين الماضي ..
و تمضي الأيام
لكن الربيع يعود كل سنة بألوانه لينسج البساط المنمق الذي يبهج الروح ويسحر العين متحاورا مع الطبيعة في صمت..
صمته لغة ألوان وزقزقه عصافير ِ. صمت يجمع بين ثناياه عبارات مختلفة واشعارا متناثرة يوزعها حسب افكار عقولنا بدرجات مختلفة وفلسفة جماعية وفردية تنطلق من مبادىء واسس بنيت منذ صغرنا وتعثرنا في خطواتنا لتصنع لنا مفاهيم قد تزهر مع الربيع طوال السنة..
وتبقي السعادة تشبه شجرة زيتون خضراء على مدى الفصول الاربعة او سعادة غائبة رغم حضور جميع الوان الربيع وضوء الشمس المبلل برائحة الندى في كل صباح, المعزوف بشدى كل الطيور ..
حينها فقط ندرك ان علبة الوان السعادة موجوده في دواخلنا وهي التي تلون بشفافيتها ما تراه العين , حتى ولو غاب الربيع ليأتي ربيع أخر وتوقفت الطيور عن عزف الحانها..
ما يوجد في داخلنا هو سرّ الوجود الذي يُمزج مع أرواحنا فتزهر العقول وتتفتح مثل بلسم على الروح والجسد , فيجعل لنا اجنحة نطير بها إلى كل الكواكب ..وعندها فقط نساهم في نسج بساط الربيع دون خوف و دون تردد.
.. عمر الانسان هو جزء من هذا الربيع المزهر الذي يعود كل عام ليجدد عهد الطبيعة مع الانسانِ..
ان كل منهما مكملا للآخر وإن هذه الارض هي لوحة فنان يرسمها بريشته في حديث مع العقل, في صمت يخلو من الكلام.. النطق فيه للالوان والامر لريشة تراقص انامل خضرم عقلها سحر الالوان.. قد يكون كانسان وله جسد يشبه البشر , لكنه ربيع يحمل في جوفه حبا وسلام.. مسافرا عبر بوابة لا تراه عيون الانسان متجاهلا لغة الالوان..
هنا الربيع ينحاز لعقل الفنان ويترك البشر الذي يسمى الإنسان الذي يظن ان الربيع فصل لا علاقة له بالإنسان بينما الربيع يسكن الفنان ودونه لن تزهر الورود وتخرج جميع الالوان..
لذا , كونوا على يقين أن الربيع نحن من نصنعه في دواخلنا قبل أن نراه على الطبيعة , لانننا كتلة احساس يلفها قوس قزح يسمى فن وإنسان.. تركيبة إن وجدت بعقلك كنت انت الربيع يا ايها انسان ٫٫٫٫٫٫٫٫٫